عند القيام باستئجار سيارة أو منزل نخضع لعملية تمحيص وتدقيق ومتطلبات، وتقديم ضمانات وتعريف؛ حتى تتمكن من الاستئجار، مع توقيع عقد يحوي قائمة طويلة من الشروط والالتزامات التي تضمن حقوق المؤجر كافة في كل الظروف، وسلامة ما تم استئجاره من الاستغلال أو سوء الاستخدام، مع بنود تحملك المسؤولية لكل شيء. بينما أغلبنا يقوم بتأجير عقله مجانًا أو بثمن بخس لكل من هب ودب، وبدون أن يضع شروطًا أو ضمانات أو استقصاء للمعلومات لحماية عقله من الاستغلال السيئ.

- نتداول الشائعات، ونضحك عليها في البداية، ثم تدخل عقولنا ونصدقها!

- نتبع الخرافات، ونسمح للأوهام والاستنتاجات الخاطئة بأن تسيطر علينا.

- نفتح عقولنا لكل وسيلة إعلانية وناقل أخبار أو مغرد أو موسوس ونمام؛ ليقطع أو يؤثر أو يزعزع علاقاتنا بديننا أو أوطاننا أو تاريخنا أو أقاربنا أو أصدقائنا أو عملنا.

- نملأ عقولنا من الأخبار والقصص، كثيرها غث، وقليلها مفيد.

- عقولنا تعمل على مدار الساعة، تحلل، وتناقش، ونفسر كل شيء دون تجنُّب ما لا نعرفه.

- نبدأ رحلة التأجير اليومية لعقولنا من الصباح مع رؤية رسائل هواتفنا مفتحين نصف عين؛ فنحن بحاجة دائمة وملحة وبشكل دوري لتصفية عقولنا من الأخبار والأشخاص والحكايات؛ فمساحة عقولنا محدودة الحجم؛ فلنحرص على تعبئتها بأكبر كمية من الأشياء المفيدة والنافعة والإيجابية.

- لنبحث عن القراءة والمشاهدة التي تبعث على التفاؤل والعمل والفائدة الدينية والدنيوية.

- لنتجنب الأحكام القطعية متأثرين بآراء الآخرين دون تمحيص واستقصاء أو تدقيق.

- لنفعِّل الحظر لكل من يسيء أو يستغل عقولنا بمعلومات مضللة أو متشائمة، أو ينقلون بشكل يومي قصص المصائب (لمجهولين في الغالب)، وبث الأخبار السيئة والمحبطة.

- لنتعود إراحة عقولنا عن التفكير المستمر بأخذ إجازة من متابعة هواتفنا ووسائل التواصل والخلوة بالنفس لتصفية الذهن.

- لنخفف من اللون الأسود التشاؤمي في تفكيرنا، ولنضِف لها الألوان الزاهية الممتعة المريحة.

- لنتمتع بنظرة النحلة التي تقع عينها على كل زهرة جميلة أو طعم مستساغ؛ لتُخرج لنا العسل

في النهاية..

احذر أن تؤجر عقلك، وابتعد عن رسائل التشويش الملغومة، وضع الضمانات والتحصينات الواقية من استغلال عقلك، أو الاستخفاف به، وطبِّق العقوبات الفورية على كل من يخالف الشروط والتعهدات للإساءة إلى عقلك، وتذكر أن المساحة التأجيرية في عقلك محدودة جدًّا؛ فاحرص على الانتقاء واختيار الأجدر والأصلح؛ فالعقل (مش بعزقة).