د. صالح بكر الطيار
مع التطور الذي تشهده بلادنا والنوعية في اختيار الندوات والمؤتمرات أتمنى أن تبادر الوزارات أن تضع لها خططًا إستراتيجية فيما يخص هذه التظاهرات الفكرية والمعرفية والتنموية منذ وقت باكر فلا تزال هنالك سلبيات تحيط ببعض المحاضرات والندوات والفعاليات في جداول الوزارات المختلفة من حيث ضعف المخرجات وأيضا التكرار والتشابه وكذلك عدم التركيز على التخصصية والتنافسية في تجهيز ملفات هذه الفعاليات التي تسهم في تغيير النمطية وكذلك تعريف المتلقين باهتمامات الوزارات وخططها وأيضًا توظيف الفكر في أنشطة الوزارات بعيدًا عن الندوات السنوية المكررة التي تتم من باب تأدية الواجب دون أن يكون هنالك توصيات مفعلة على أرض الواقع.
يجب أن تخصص الوزارات فرق عمل لهذه الندوات وأن تتعاون مع الجهات المتخصصة مثل الجامعات وأن لا تظل هذه الفعاليات مجرد إهدار للوقت ورصد جلسات نقاش وورش عمل وتوصيات تبقى في حيز الوزارة نفسها دون أن يكون لهذا المنتج قيمة وفاعلية خصوصًا وأنه يصرف عليها ملايين الريالات سنويًّا التي يجب أن تكون لها إيجابياتها ومنافعها التي تعود على الوطن والمواطن والتنمية بالنفع والصالح.
يجب أن تكون هنالك إدارات أو أقسام في الوزارات متخصصة في تنظيم الندوات والفعاليات ويجب أن توضع لها مخصصات مالية متزنة وخاضعة للرقابة ووضع دراسة كاملة للندوات والمؤتمرات التي تمت الأعوام الماضية ومستويات الفوائد التي تمت من خلالها مع أهمية تكثيف الوزارات للجانب التوعوي والتثقيفي المتعلق بالمسؤوليات المناطة بها ودور المواطن في التعاون معها إضافة إلى حقوق المواطن وواجبات الوزارة حتى نصل للتكامل في أطراف التنمية وعلى الوزارات أن تتعاون بشكل فاعل واحترافي مع الجامعات فيما يخص مواجهة الظواهر والمشكلات التي تحتاج إلى إقامة ندورات متخصصة وأن تتحول التوصيات إلى جوانب فعلية من العمل المرتبط بالجدول الزمني حتى لا نرى ندوات ومؤتمرات توضع لها الإعلانات وتخصص لها الأموال وتستقطب حتى الضيوف من خارج الوطن بتكاليف والتزامات ومن ثم تكون ندوة وفعالية في جدول مهام الوزارة السنوية وحضرها المتخصصون دون أن تصل الرسالة لكل الأطياف التي تعنيها هذه المؤتمرات والندوات.
وحتى جامعاتنا بحاجة هي أيضًا إلى تغيير المؤتمرات والفعاليات التي تظل في جداول أعمالها السنوية المرفوعة إلى الوزارة دون وجود تقييم لفعالية هذه المناشط ومدى التغيير الذي يطرأ من عام إلى عام ومدى دراسة النجاح التي أوجدته هذه الفعاليات ويجب أن تتحول بعضها إلى دراسات ميدانية وبحوث تختصر الجهد وترفع معدل الإنتاج ومن ثم تحويلها إلى مخرجات ناجحة من العمل الدؤوب الذي يعود على التعليم والوطن بالنفع والفائدة.
أرى أنه يجب أن تعيد الوزارات النظر في ندواتها ومؤتمراتها وورش أعمالها السنوية وأن تضع لها الخطط الكفيلة بتوجيهها من البيرقراطية والاعتياد إلى أنشطة احترافية استراتيجية تختصر الوقت والجهد والمال وتصنع الفارق في المخرجات الفعلية والتوصيات المنفذة على أرض الواقع.