صدرت الطبعة الثالثة من كتاب ناصر المنقور أشواك السياسة وغربة السفارة عن دار جداول، والكتاب من تأليف الدكتور محمد بن عبدالله السيف وجاء في 576 صفحة من الحجم الكبير.. وتضمن سيرة رجل استثنائي فهو أحد أهم الرجالات الذين أداروا العملية التعليمية في السعودية منذ أن عين معتمداً للمعارف في نجد في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وأنشأ جامعة الملك سعود، وعمله الدبلوماسي الذي امتد ثلاثين عاماً.
وجاء في الكتاب:
يرى بشير كردي أن تعيين ناصر المنقور سفيراً في اليابان كان نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين وأن اليابان كانت تتطلع إلى وجود شخصية قوية مثل ناصر المنقور بعد سنوات من عدم الاستقرار في بقاء السفير.
تعيين المنقور كان رسالة إلى العالم فتقديم سفارة في الشرق بمثل قوي وبوجه مشرق بدأ مع ناصر المنقور، فاليابان كانت في ذلك الوقت نقطة اهتمام العالم كله لأنها صعدت بقوة بعد الهزيمة.. وكانت المملكة في مرحلة بناء علاقات مع اليابان وبحاجة إلى التدريب، فكان وجود شخص بالتعليم وبالسياسة ولديه نظرة شمولية ويمتاز بطول البال وبالصبر وبالرؤية البعيدة كناصر المنقور هو قفزة غير معهودة.
ويقول الدكتور محمد السيف في نوفمبر 1968 اعتمد ناصر المنقور سفيراً في مملكة السويد وسفيراً غير مقيم لدى مملكة الدنمارك وكذلك سفيراً غير مقيم لدى مملكة النرويج ولينتقل بذلك من أقصى الشرق إلى أقصى الشمال.
حينما وصل المنقور إلى السويد لمباشرة عمله سفيراً واجه عدة مشاكل من بينها عدم وجود منزل للسفير وعدم وجود مقر للسفارة فأمضى عدة أشهر متنقلاً بين الفنادق كما أن من بين المشاكل عدم وجود فريق عمل معه للقيام بالأعمال الإدارية الروتينية.
كان الشيخ ناصر يقوم بكافة أعمال السفارة، من استلام البريد الوارد من الوزارة وتسجيله في دفتر الوارد وتحرير الخطابات والمذكرات المتبادلة بين السفارة والوزارة باليد ثم بالآلة الكاتبة، كما كان يقوم بأعمال الأرشيف، ووضع البريد في كيسه المخصص وترصيصه وتشميعه.
وقبيل حرب 1973 انتقل المنقور من الشمال الاسكندنافي إلى شمس مدريد الدافئة.
في لحظة تاريخية من مسيرته الدبلوماسية تقدم ناصر المنقور بأوراق اعتماده إلى الرئيس الجنرال فرانكو الذي كان صديقاً للعرب وزعيماً عالمياً فذاً.
وفي عام 1980 تم تعيين المنقور سفيراً في بريطانيا وأنجز الكثير من الأعمال ومنها تأسيس أكاديمية الملك فهد.. وتأسيس جمعية الصداقة السعودية البريطانية.. ونقل مقر السفارة إلى مبنى جديد في منطقة راقية في لندن.. وإقامة لقاء سنوي مع الطلاب السعوديين في بريطانيا.