الطبعة السادسة من كتاب (عبدالله الطريقي صخور النفط ورمال السياسة) تأليف د. محمد بن عبدالله السيف صدرت عن جداول للنشر والترجمة في بيروت..
والكتاب يتضمن سيرة عبدالله الطريقي فارس النفط العربي وعددًا كبيرًا من الصور الوثاقية.
ومن الكتاب نقطتف هذه الملامح من شخصية عبدالله الطريقي: قريباً من عام 1929 حل الطريقي طالباً في أرض الكنانة وفيها التحق بالمدرسة الابتدائية في حلوان.. وبعد اجتيازه للرحلة الابتدائية التحق بثانوية حلوان وتمرج منها عام 1938 وكان أثناء دراسته في الثانوية وفي الجامعة أيضاً شعلة من النشاط وكان يهتم اهتماماً كبيراً بالنشاط اللاصفي في الإذاعة وأعداد الصحف الحائطية وكان مُبرزاً في الكشافة وقد وصل فيها إلى أعلى مرتبة وكان يهوى العسكرات ويقضي الصيف في الاسكندرية ورأس البر وكان سباحاً ماهراً وطباخاً.
تفوق الطريقي وجِدّه في الدراسة والتحصيل في جامعة الملك فؤاد بالقاهرة لم يكن خافياً عن علم مؤسس الدولة السعودية وبانيها الملك عبدالعزيز فوجه وزير ماليته الشيخ عبدالله بن سليمان لابتعاثه مع زميله مهنا بن معيبد إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتخصص في دراسة النفط من أجل أن يسهما في إدارة شؤونه بعد أن ينالا من العلم والمعرفة ما يؤهلهما لذلك.
حل الطريقي في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأمركية وحياته وسلوكه في المجتمع الغربي يشوبها شيء من الغموض فلم يتحدث عن تلك المرحلة في حياته ورحل قبل أن يكتب مذكراته.
وتبدو المعلومات شحيحة عن مشاعره تجاه ذلك المجتمع.
يوم أن عاد الطريقي إلى بلاده كان الساحل الشرقي فيها قد سال نفطاً دافقاً حيث بدأ البحث والتنقيب عن البترول في الأراضي السعودية الشرقية.
مع تعيين عبدالله الطريقي مسؤولاً عن مكتب مراقبة حسابات النفط في وزارة المالية يكون قد دخل المعترك الوظيفي وبدأت رحلته العملية في صناعة النفط وإرساء دعائم الفكر الوطني البترولي ووضع لبنات أول مؤسسة نفطية.
في عام 1380هـ صدر أمر ملكي من الملك سعود بن عبدالعزيز أعيد فيه تشكيل الحكومة السعودية وكان عبدالله الطريقي أحد أعضاء هذه الحكومة وزيراً للبترول والثروة المعدنية.
وبعد سنوات خرج من الوزارة وذهب إلى بيروت ثم القاهرة وأصدر مجلة «نفط العرب».
عاد إلى الرياض في سنواته الأخيرة ومنحه الملك فهد بن عبدالعزيز منزلاً.
عبدالله الطريقي لقب بالبترولي الفقير وهو من الذين أسهم في تأسيس أوبك التي أنصفت الدول المنتجة للبترول بعد تسلط شركات النفط العالمية.