رجاء العتيبي
انطلاق المسرح عبر بوابة الهيئة العامة للترفيه الذي أعلن عنه معالي رئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ الأسبوع الماضي، خطوة مشجعة تتكامل مع الجهود التي تبذلها أمانة منطقة الرياض وجمعية الثقافة والفنون بمختلف فروعها والجامعات السعودية والمؤسسات الثقافية الأخرى.
ربما تختلف مبادرة الترفيه كونها تنطلق من كيان جديد فتي يعمل في ظروف مالية أفضل ونظام استثماري دقيق، يقوده شخصية قيادية مبادرة صاحبة قرار (تركي آل الشيخ) الذي حرك المياه الراكدة وجعل الترفيه كيانا منافسا من أول دقيقة تحدث فيها بمؤتمر الترفيه الفائت.
معالي المستشار تركي آل الشيخ أثبت أن القادة هم من يمكن أن يغيروا المؤسسات الحكومية إذا كان مختلفا وصاحب قرار ومؤمنا بما يفعل بغض النظر عن التخصص، معالي المستشار آل الشيخ حرك المياه الراكدة في الهيئة العامة للرياضة عندما كان رئيسها، وجاء للهيئة العامة للترفيه وزاد أثرها وتأثيرها وجعل لها (صوتا وفعلا) من أول يوم دخل فيه المكتب.
مبادرة معالي المستشار تركي آل الشيخ في عودة رواد المسرح لعشقهم الأول، يعطي دافعا قويا لعودة الجماهير، وأحسن معالي المستشار صنعا عندما دعا نجوم المسرح محليا وعربيا للعودة إلى الخشبة بدعم مباشر من هيئة الترفيه، وأظنهم سيلبون الدعوة فلا عذر لهم: هناك دعم من الترفيه وتعطش جماهيري يبقى فقط الجلوس على بروفة الطاولة.
وفي هذا السياق نشير إلى أن المسرح يحتاج إلى دعم (كبير) حتى يقف على قدميه ويصبح قادرا على استقطاب رؤوس الأموال، وهذا يجيء من خلال بناء قاعات مخصصة للمسرح، لا يمارس فيها سوى المسرح، بخلاف الوضع الراهن الذي لا يجد المسرح مكانا دائما له، سوى قاعات حكومية أو أهلية يستعيرها منهم لوقت محدد وبعضها يدفع عليها إيجار.
هذه الحالة تحدد وضع المسرح مستقبلا، إما أن ينطلق وإما أن يبقى أسير الجهات الحكومية التي تملك قاعات منتظرا أن تتاح له الفرصة ليقيم أهل المسرح مسرحية لأيام معدودة ثم يغادرون بحثا عن قاعة أخرى يتوسلون أهلها بعضا من الوقت لعلهم يضيفون يوما أو يومين على حجزهم والذي لا يتعدى عادة 3 أيام، هذا ما يؤلم المسرحيين إذا عرفنا أنهم يحتاجون أسابيع لعمل البروفات في نفس الموقع حتى يصبح العمل متقنا ومنافسا، فالأيام المعدودة لا تكفي في بناء صورة بصرية متقنة ومتسقة جسدا وحركة وإضاءة وموسيقى (إيقاع وتكوين).
لا ننسى جهود معالي رئيس هيئة الترفيه الأسبق أحمد الخطيب الذي أحدث في عالم الترفيه نقلة نوعية إداريا وفنيا، والجميع - بالتأكيد - يكملون مسيرة الترفيه، مثلما أن الخطيب الآن يكمل مسيرة الأمير سلطان بن سلمان في الهيئة العامة للسياحة برؤيته الجديدة، (سلطان، أحمد، تركي) رجال أفذاذ وقادة مؤثرين أقل ما يقال عنهم إنهم (رجال المرحلة).