علي خضران القرني
* بعض الكتّاب -وهم ندرة- تجذبك طروحاتهم الاجتماعية، وأفكارهم الإصلاحية المستوحاة من واقع المجتمع والناس، وتتفاعل معها (استحساناً وقبولاً وتأييداً) لأنها تنبض إخلاصاً ومعالجة، وتهدف إلى ما فيه خير البلاد والعباد.
* ولا أبالغ إذا قلت أن الكاتب القدير الدكتور: جاسر الحربش أحد أولئك الكتاب الذين يتناولون في كتاباتهم الموضوعات الهامة ذات الصلة بهموم الحياة والناس، ويصوغها بقلم ينشد الأمل ويحدوه الإصلاح.
* وإذا كان لكل كاتب قراء ومشجعين، فإني أحد قراء مقالات د. الحربش على مدى سنوات عديدة، وقد تابعت بعضها بالإيجاب والتأييد والدعاء من خلال بعض كتاباتي المتناثرة في الصحف والمجلات، وأعتبر أن ذلك من حق الكاتب على قرائه، ومتابعي كتاباته، ليزداد نشاطاً وتحفيزاً في خدمة أمته ووطنه، وزكاة للثقافة والمعرفة التي يتمتع بها. وتسديداً للضريبة الملقاة على عاتق كل مواطن نحو شعبه وأبناء جلدته قال الشاعر:
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَل بِفَضلِه
عَلى قَوْمِه يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذَمِم
* دعاني لكتابة هذه الوقفة الوجيزة مضمون مقالة كتبها د. الحربش في الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة ليوم الاثنين 8-5-1440هـ بعنوان (ما هي المهن التي لا تصلح للمرأة).
* وهي كلمة لا تنقصها الصراحة، وتصب في مصلحة المرأة وتتفق ومكانتها الاجتماعية وتضفي عليها جلباباً من الحشمة والوقار وأنقل هنا بعضاً من أسطرها للإفادة والاعتبار حاضراً ومستقبلاً:
* (هل تملك المرأة من مكوّنها البيولوجي والنفسي أن تصبح عسكرية ميدانية تنام في الثكنات وتستحم في المغاسل المفتوحة وتحارب على الجبهات وتلتصق في الخنادق بالجنود البعيدين عن نسائهم لشهور وأن تقع أسيرة للعدو كأحد احتمالات الحروب؟.. وهل تصلح المرأة لتكون مضيفة طيران تنتقل بين المطارات والدول والفنادق لتؤدي وظيفة الترفيه الغذائي والمعنوي لمختلف العقليات غير المتجانسة؟.. التحجج بأن دول العالم الأخرى قبلت هذه المهنة لا يعني أن نتجاهل نحن وضع مضيفة الطيران في الفنادق والمطارات وما يتناقل عنها من الإشاعات يختلط فيها الباطل بالصحيح.
* ثم وأخيراً ما هي فرصة عثور امرأة تمتهن إحدى هذه الأعمال في الحصول على الزوج الذي سوف يفضلها من بين الخيارات المتوفرة في البيوت التي تفيض ببنات ينتظرن النصيب؟) أهـ.
* خاتمة: أوصي نفسي وكل من رزق موهبة الكتابة ألا يبخل على وطنه ومجتمعه بالإسهام الفاعل في الناحية الإصلاحية، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً فحق الوطن على الكاتب أن يعيش أفراحه وأتراحه.. وقديماً قال الشاعر:
وللأوطان في دم كل حُرٍ
يَدٌ سَلَفَتْ ودينٌ مستحق
* والكتابة دين على الكاتب لوطنه يجب عليه أداؤه، فكلنا للوطن والوطن لنا.. ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.. ورحم الله امرءاً أنصف من نفسه.