إبراهيم بن سعد الماجد
مبتدأ
هنا السعوديةُ انهض حين تذكرها
وكبر الله تعظيماً وتحصينا
حكامها أشجع الحُكام قاطبةً
وشعبها أشمخ الدنيا عرانينا
فوارسٌ ركَّعوا الدنيا لغايتهم
وما انحنوا أبداً إلا مصلينا
خبر
هذي القصيمُ فأوقد ليلها أدبا
وابعث قوافيك في آفاقها شهبا
ولامس النور فيها وامش متئداً
فأنت في مهمة قد جاوز السحب
هذي القصيم وأبواب الهوى فتحت
وألف قيس على أعتابها انتحب
هنا الزمان يروي مهره شرفاً
إن ذل خيل الدنا أو ملّ أو تعب
مبتدأ اللعبون وخبر العنزي وحكاية ثقافة القصيم التي لا يمكن أن نفصل ماضيها عن حاضرها, علماء وأدباء وشعراء وقضاة ومتفلسفون طافوا الدنيا, وغالبوا الناس, تجارة وحضارة وعلماً وثقافة, فكانوا هم الغالبين. للعقيلات قصص تُروى، ومجد يسطر, فماذا يمكن أن يقال.. ويقال؟
اليوم..خبر تلك التظاهرة الثقافية التي أوقد شمعتها رجل أشم, له العليا في كل ميدان, فعنه حدّث، وعن إنجازه تحدث, سُمي بفارس الميدان, وأنا اليوم أسميه بفارس الثقافة والبيان, همه التنمية, وهاجسه التميز, وأمله مجتمع متراص الصفوف، متوحد القلوب, ثري المعرفة, كما هو ثري المال, قال ففعل, فحقق أملاً, فكان معرض القصيم للكتاب, وكانت الفعاليات الثقافية المتوهجة متعدّدة المقاصد, متنوعة الأذواق, للأسرة نصيب، وللتاريخ مكان, وللشعر حضوره المتوهج بلسان عربي مبين, ودارج مستحب محبوب.
على مدى أيام عشرة عشنا عرساً ثقافياً، يليق بالقصيم أرضاً وإنساناً, القصيم التي كثير من النتاج الشرعي والأدبي والثقافي والمعرفي, بل الفلسفي الذي تمتلئ به مكتباتنا, للقصيم ورجالاتها فضل فيه.
تجربتي مع القراءة والجهود العدلية في القضايا الأسرية ووادي الرمة ومستقبل الصحافة بين الرقمي والورقي والشعر النبطي والفصيح، ومن الوفاء محاضرة عن الوزير ابن سليمان كانت ختام برنامج ثقافي متنوع، حاولنا أن يكون مُرضياً لكل الأذواق, فإن كان الصواب حالفنا فهذا فضل الله وتوفيقه, وإن كانت الأخرى فعذراً ثم عذراً.
منطقة القصيم تثبت يوماً بعد آخر أنها المنطقة الأكثر حضوراً في مشهد الوطن التنموي بأشكاله وأطيافه كافة بما فيه الثقافي, وتثبت أنها الأرض الأكثر خصوبة لنجاح أي فكرة مهما كانت.
فيصل القصيم، هذا اللقب الذي يحلو لأهل القصيم مناداة أميرهم به، يراهن ويكسب الرهان على القصيم رجالاً ونساء, تنمية وازدهارًا, يسعى لنهضة استثنائية في زمن استثنائي, لم يقتصر على نشاط دون آخر, بل جعل كل ما يمكن أن يكون إضافة للمنطقة ضمن أولوياته, آمن بأهمية الفريق الواحد, فكان له ما أراد, فتحولت كل القطاعات الحكومية لفريق واحد، يكمل بعضه بعضاً.
القصيم قلب نجد ونبض الوطن الثقافي والاقتصادي.. العمل على تنميتها يعني العمل على مسارات كثيرة متعددة ومتشعبة, بل مختلفة؛ لذا فإنها تعني الشيء الكثير لمن يتولى أي مهمة فيها؛ فنجاحه يعني تفوقاً كبيراً، فكيف إذا كانت هذه الإدارة تُعنى بكل الإدارات والمصالح, بل (سياسة الإنسان) إن صحّت التسمية؟ ذلكم هو أمير المنطقة الذي نذر نفسه لها ولأهلها ليلاً ونهاراً؛ فكانت التنمية، وكان الإنجاز.
أعود لمعرض القصيم للكتاب الذي كان التوجيه الكريم من سمو الأمير أن تُذلل كل الصعاب في سبيل إنجاحه؛ فكان - ولله الحمد - النجاح, وكان العمل الفوري للعام القادم قبل أن تطوى خيامه, وكان التوجيه الصريح بأن يكون للتجديد حضور في النسخة الثالثة, تجديد فعلي لا شكلي، يخدم الناشرين بشكل كبير، ويخدم الزوار بشكل مختلف ومفيد.
كل الشكر لأمير جعل الهمم عالية، والطموح كبيراً، والقلوب على قلب رجل واحد.. شكراً لفريق أبدع وأعطى بكل صمت إخوة وأخوات مثالاً للعطاء والإنجاز ونكران الذات.