فيصل المطرفي
بمجرد أن تذكر رياضة كرة القدم السعودية في الفترة الماضية ترتبط الفوضى والعشوائية والتخبط معها مباشرةً، مشهد مؤسف مايحدث في كرة القدم السعودية بعد الوعود التي قُدمت للجميع بأن النقلة ستكون كبيرة وواسعة ومذهلة، وبأن دورينا مثلاً سيقتحم قائمة أفضل دوريات العالم، ولكن الواقع مختلف والحقيقة كانت صادمة ومختلفة لكون اتحاد القدم بتخبطاته لم يبقِ الوضع على ماهو عليه سابقًا على أقل تقدير، بل أعادنا خطوات للوراء مما أثر على منظومة كرة القدم وفي مقدمتها المنتخب الوطني الذي ودع البطولة الآسيوية مبكرًا.
يقول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السيد «قصي الفواز» في سياق كلمته بعد تزكيته رئيسًا لمجلس الإدارة في اكتوبر 2018: «نحن في الاتحاد السعودي لكرة القدم أناس حالمون أتينا لنقل كرة القدم السعودية للمكانة التي تليق بها».
وفي المقابل ذكر رئيس الاتحاد الياباني السيد «كوزو تاشيما» في معرض حديثه لصحيفة الاتحاد الإماراتية: « نحن لدينا استراتيجية بدأت من عام 2015 ونتابعها بكل دقة وسنسعى لتحقيق كل أهدافنا، جئنا للإمارات للمنافسة، واستكمال باقي استراتيجياتنا، والعمل على تحقيق ما نصبو إليه في الأولمبياد عام 2020 وقول كلمتنا بالدورة، وبعد ذلك الوصول إلى أبعد نقطة في مونديال كأس العالم 2022».
كلمات إنشائية ووعود مللنا من سماعها، وفي النهاية إحباطات متراكمة ونتائج مخيبة للآمال، بينما كان حديث السيد «كوزو» بمثابة خارطة نجاح، أو بالأحرى أثبت أن معانقة النجاح والوصول للقمة يتطلب تخطيطا واستراتيجيات وخططا قصيرة وطويلة المدة بالإضافة إلى متابعة مستمرة وكفاءات متخصصة.
حديث رئيس الاتحاد الياباني مع الزميل المتألق «معتز الشامي» كان حوار البطولة حتى الآن في تصوري، وكشف لنا أسباب نجاح الكرة اليابانية، وبين سطوره أسرار نجاح كُشفت، وفوائد تم تقديمها لمن أراد محاكاة التجربة اليابانية.
أعود للاتحاد السعودي لكرة القدم، فمن الطبيعي أن تكون سهام الانتقادات موجهة إليه على مدار الموسم لكونه من يدير اللعبة، ومن الطبيعي ايضًا أن يدافع عن نفسه، لأن تبيان الحقائق مطلب كل الرياضيين وإبقاء أي ملف غامضًا يزيد من ارتباك المشهد الرياضي، ولكن مؤخرًا بدأت تظهر الفوضى ويعم الاحتقان في الشارع الرياضي دون أن نشعر بوجود اتحاد صارم قادر على السيطرة، ففي مسألة إيقاف الدوري مع مشاركة المنتخب الآسيوية كان الاتحاد مترددًا وموقفه لم يكن واضحًا مما أسهم في زيادة التأويلات حول الموضوع من كافة شرائح المجتمع الرياضي، واستمر الحال في قضية (أين يلعب النصر؟) لنتفاجأ برئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم يظهر تلفزيونيًا بصورة مهزوزة ويضع خيارات متعددة، بل أقحم الهلال وملعبه، ليضطرب الشارع الرياضي على قضية كان بالإمكان حلها دون تصعيدها بتلك الطريقة!!
اتحاد كرة القدم برئاسة السيد «قصي الفواز» واصل تخبطه، وبعد 48 ساعة أصدر بيانا باسم رئيس لجنة المسابقات الأستاذ «عادل البطي» دون علمه.. مما أجبر «البطي» على تقديم الاستقالة!!
بعد كل هذا يا قصي.. هل هذه المكانة التي تستحقها كرة القدم السعودية؟
كل ذلك يدفعنا للتأكيد بأن القادم سيكون أسوأ، وقد يكون هناك من ورط «قصي» حتى أضحى غير قادر على تحمل كل تلك الملفات الثقيلة ومواجهة الوسط الرياضي بكل أطيافه، أو قد يكون يلجأ لبعض المقربين له فيقدمون له «استشارات» غير موفقة لا تخدم المصلحة العامة لكرة القدم السعودية، مما جعلته في موقف محرج أمام المجتمع الرياضي!
على البال
* «خرج المنتخب الوطني من نهائيات أمم آسيا وودع البطولة مبكرًا، ونسي الجميع الأخضر وهمومه، لوجود حدث مؤسف أكبر يتمثل في عدم وجود اتحاد كرة قادر يتعامل مع أزمة الملاعب!
* «رئيس النصر من بداية الموسم يطلق التغريدات الهزلية والمسيئة للهلال، لدرجة أن أحدها لاتستطيع أن تذكرها في الإعلام ولا حتى في المجالس، وبعد كل ذلك البعض يطلب من الهلاليين أن يشرعوا أبواب «محيط الرعب» لهم!
* «اتهموا «عادل البطي» بأنه من نقل المباراة للمجمعة ووصفوا ذلك بالمؤامرة الهلالية، ولكن بعد استقالة البطي -لعدم علمه- واتضاح الحقائق للملأ، من ستتهم تلك العقليات؟! بكل تأكيد لن تتوقف عن ممارسة العبث وستستمر في عالم المؤامرات.* «عودة «عبدالرحمن اليامي» لصفوف الهلال خبر مفرح، وعليه أن يستغل تواجده مع المتألق «غوميز» ويستفيد منه، فالاحتكاك مع هؤلاء النجوم مكسب، وخصوصًا أمثال «غوميز»، الذي يعتبر مثالا للمحترف الحقيقي بعقليته الرائعة داخل وخارج الملعب.
* «النجم الإماراتي «فارس جمعة» ضرب أروع الأمثلة وهو يتحامل على إصابته الخطيرة في مواجهة أستراليا ويشارك لخدمة منتخب بلاده، رائع يا فارس وبالتوفيق في بقية المشوار.