فهد بن جليد
عندما قرأت عن إنجاز الشاب عبدالله الطعيمي أصغر سعودي يصل إلى قمة جبل كليمنجارو - رابع أعلى القمم السبع في العالم - والأعلى في قارة أفريقيا، كنت أعتقد أنَّ المسألة مجرد طموح شاب يافع، والقضية لا تتجاوز ذلك رغم الاحتفاء الإعلامي الدولي بما قام به الفتى، ولكن عندما التقيت بالابن عبدالله وبوالدته الفاضلة السيدة منى وبمُدربه المُلهم الكابتن سعود العيدي، تغيرت نظرتي للقصة؟.
وجدت أنَّ الأمر ليس نزوة أو تحدٍ انتهى بكسب الشاب لرهان صعود الجبل، بل هناك مشروع وطني وعربي مُتكامل يحمله هذا الشاب المُغامر، عبدالله صعد الجبل حاملاً رسالة لكل شباب العالم تقول حان الوقت للترجل عن حياة العالم الافتراضي لبعض الوقت، من أجل اكتشاف مواهبنا وقدراتنا في الواقع الحقيقي كشباب، كم هو جميل أن يحمل شاب سعودي في مثل عمر عبدالله 14 سنة رسالة سامية ونبيلة من هذا النوع، لتُساهم بتغيير الصورة النمطية الخاطئة التي تتعزَّز في كل مرة عن الشاب السعودي والخليجي في العقلية العربية والعالمية، عبدالله قال إنَّه عازم على المُضي قدماً في مشروعه لصعود باقي القمم العالمية السبع، فهو يشعر بحياة جديدة في رحلة عودته إلى الواقع بعيداً عن مُغريات العالم الافتراضي للشباب طوال الوقت، مُدربه الرحالة والمُغامر المعروف سعود العيدي قال إنَّ لدى عبدالله مقومات النجاح ليُصبح رقماً عالمياً في تسلق الجبال إذا استمر بذات النشاط والتدريب، أمَّا والدته الفاضلة فقالت من المهم أن نُشارك أبناءنا طموحاتهم وهواياتهم، لم تخفي خوفها وقلقها على عبدالله الذي اختلطت فرحتها وإيمانها التام بقدرة عبدالله على تحقيق المزيد من الإنجازات.
هناك عمل مُتكامل ومنظم من ثلاث جهات ساعد في ولادة نجم عبدالله الطعيمي، أولاً دعم مدارس الرياض المُتمثل بوقوف الشيخ فهد بن حثلين رئيس مجلس الإدارة وإدارة المدارس مع الطالب عبدالله، ودعمه إيماناً بموهبته وقدرته، ثانياً وجود بيئة أسرية مُحفِّزة فعبدالله لديه مواهب مُتعدِّدة من إلقاء الشعر والتحدث والفصاحة، والانخراط في الأعمال التطوعية، ومُمارسة لعبة التنس، ورياضة المشي والتسلق، والعائلة دعمته في كل موهبة وسلوك جديد ليجد نفسه أخيراً في تسلق الجبال، ثالثاً اختيار فريق عمل احترافي استطاع الوصول بعبدالله لقمة كليمنجارو بكل أمان بقيادة الكابتن سعود العيدي، أتمنى للابن عبدالله الطعيمي التوفيق والنجاح وكلي ثقة بأنَّنا سنتذكر جميعاً هذ الاسم في المستقبل.
أمثال عبدالله كثيرون بين شبابنا وشاباتنا، سنكتشفهم عندما تقوم مدارسنا التعليمية بدورها مثل مدارس الرياض في دعمها للطلاب واكتشاف مواهبهم، وعندما تكون الأسر مثل عائلة عبدالله الداعمة لابنها بمُشاركتها اهتماماته واحتوائه، وعندما تُصادف كل موهبة داعمين حقيقيين أمثال الكابتن سعود، فقط فلنفتش عن المُبدعين من شبابنا ولندعمهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.