د.عبدالعزيز الجار الله
تحركت المملكة سريعًا للوقوف مع السودان نتيجة الأزمة الاقتصادية التي حركت الشارع السوداني وتحولت إلى قضية سياسية، وقد قال الملك سلمان -حفظه الله: «إن أمن السودان أمن للمملكة واستقراره استقرار لها». ووجَّه الملك سلمان وفدًا وزاريًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتقديم أكثر من 23 ملياراً لمشاريع تنموية. وتربط المملكة بالسودان:
- روابط الدين الإسلامي والعربي.
- الحدود البحرية، إذ ليست هناك حدود تجاور وإنما مقابلة في البحر الأحمر.
- اتفاق من أجل الاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في المنطقة المشتركة بينهما في البحر الأحمر، وتجري المفاوضات على حدود المنطقة الاقتصادية داخل البحر الأحمر.
- المملكة والسودان ضمن دول (كيان الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن) التي أعلنت في ديسمبر 2018م.
وما يحدث في السودان هو في الواقع مشكلات اقتصادية متراكمة منذ سنوات أسبابها عديدة، منها فساد في إدارة الموارد، والضغوطات الاقتصادية القاسية من الدول الغربية ضد السودان، مما جعلها مرشحة للفوضى وتدخل دول في مشكلاتها الداخلية منها: إسرائيل وإيران وتركيا وقطر، وجماعات متطرفة مثل الإخوان المسلمين وحزب الله الشيعي الإيراني. ولو حدثت هذه التدخلات لتحول شرقي إفريقيا والشمال الإفريقي إلى منطقة نزاعات وساحة للدول المعادية والمنظمات الإرهابية، لأن السودان يرتبط بحدود مع العديد من دول: إرتيريا، إثيوبيا، جنوب السودان، إفريقيا الوسطى، تشاد ليبيا مصر، إضافة إلى سواحل البحر الأحمر الطويلة. وكانت قبل انفصال الجنوب لها حدود مع كينيا، أوغندة، الكنغو، وكأن السودان حدوده مع القارة الإفريقية أجمع.
المخاوف على استقرار السودان كبيرة، لأن محيطه غير آمن، فبعض دول جواره لديها مشكلات سياسية واقتصادية معقدة ومركبة، وحروب مستمرة مع الجماعات المتطرفة، فمنطقة الشرق الإفريقي والبحر الأحمر أصلاً ملتهبة، والسودان إذا استقر استقر محيطة والبحر الأحمر الذي ينقل نسبة من التجارة الدولية.