اعترف كوزو تاشيما رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم، بأن هزيمة المنتخب الياباني (محاربو الساموراي )أمام نظيره الإماراتي (الأبيض) في دور الثمانية لبطولة كأس آسيا 2015 في أستراليا كانت سببًا في تغيير إستراتيجية العمل بالاتحاد الياباني، كاشفًا عن الهدف الرئيس للمنتخب الياباني حاليًا وهو الفوز بالذهب في أولمبياد طوكيو 2020، وبلوغ المربع الذهبي في كأس العالم 2022 بقطر.
وأوضح تاشيما، في مقابلة نشرتها صحيفة «الاتحاد الرياضي» الإماراتية أمس السبت، أن خسارة المنتخب الياباني أمام نظيره الإماراتي في كأس آسيا 2015 بأستراليا كانت السبب في تغيير إستراتيجية العمل في الاتحاد الياباني وإعادة تقييم عشر سنوات منها، وهي استراتيجية 2050، وبالتالي تم تغيير عديد من الجوانب ووضع خطط مرحلية للكرة اليابانية.
وقال تاشيما: «الخطة الآن تسير بشكل أكثر نجاعة، خسارتنا أمام منتخب الإمارات دفعنا لتغيير التوجه والطريق الذي مضينا فيه خلال عشر سنوات».
وأشار إلى أن خطة اليابان حاليًا تهدف إلى المنافسة على لقب أولمبياد طوكيو 2020 والوصول إلى المربع الذهبي لمونديال 2022، وأن الخطة بدأت قبل عامين، وتصل ذروتها خلال العام المقبل، عبر دمج المنتخبين الأول والأولمبي معًا، بعد منح الجهاز الفني الحالي حق الإشراف على المنتخبين للقيام بعملية إحلال وتجديد شاملة، من أجل منتخب أقوى وأكثر تطورًا خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقال تاشيما: «نبني منتخبا للمستقبل، نعم جئنا إلى الإمارات للمنافسة على اللقب، لتكون بداية حقيقية لنا لاستكمال المشوار إلى باقي الأهداف الإستراتيجية، التي وضعناها خلال الأعوام الماضية. علينا الصبر على هذا الفريق، لأننا في بداية مرحلة الإحلال والتجديد، وهدفنا استغلال استضافة الأولمبياد وقول كلمتنا خلال الدورة، وبعدها بعامين الوصول إلى أبعد نقطة في مونديال 2022 والمنافسة على مربع الذهب».
وعن غياب الأداء القوي والمميز لمنتخب اليابان في بطولة كأس آسيا 2019 المقامة حاليًا بالإمارات، قال: «في البطولات المجمعة لا يهم الأداء الجمالي، فهذا لن يفيدنا ولن يصل بنا إلى المطلوب ونعرف ما نحتاج إليه، والفوز بهدف مثل التفوق برباعية، المهم أن نحصد الانتصار بأي طريقة، على الأقل خلال المرحلة الحالية التي يمر بها المنتخب. أنا سعيد بما قدمه الفريق»، وعلي أن أصبر واستمر في مساندة الخطة والمدرب الوطني، لأننا ليس لدينا خيار آخر، ولن أهدم كل شيء من أجل خسارة بطولة آسيا، لأن هناك أهدافًا أخرى أشمل وأهم».
وفيما يتعلق برأيه في مستوى التنظيم والاستضافة للبطولة الحالية بالإمارات، قال تاشيما: «بالفعل نرى تنظيمًا على أعلى مستوى، والإمارات نجحت في تقديم بطولة استثنائية، كنا نثق في ذلك تمامًا، لذلك فاز الملف الإماراتي باكتساح، ونرى أن كل شيء إيجابي هنا في الإمارات، هذا الأمر يسعدنا، كما أن سمعة الإمارات عالمية في مجال التنظيم، ويكفي أنها أكثر الدول تنظيمًا لكأس العالم للأندية بعد اليابان، وهو ما يعني شهادة معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأن الإمارات إحدى أكبر دول العالم في مجال التنظيم والاستضافة الرياضية، وهي تستحق ذلك بالتأكيد».
وأضاف: «البطولة قوية فنيًا أيضًا، وإن انتقدها بعضهم، وعدد من المنتخبات التي تأهلت سببت إزعاجًا كبيرًا، مثل منتخب قيرغيزستان الذي كان قريبًا من الفوز على الإمارات، وأيضًا مثل منتخب فيتنام الذي أطاح بمنتخب الأردن، وكاد أن يسبب المشاكل لمنتخب اليابان في المباراة الأخيرة، وقرار زيادة منتخبات كأس آسيا حكيم وتاريخي، ويحسب للاتحاد الآسيوي، حيث يسهم ذلك في تطوير الكرة، ودخول منتخبات ودول لم تكن على خريطة المنافسة القارية».
وحول إصرار الاتحاد الياباني على منح المدرب الوطني فرصته كاملة، والدمج بين مدربي الأولمبي والأول، قال تاشيما: «قررنا قبل عامين الإبقاء على المدرب الياباني، لأنه أكثر دراسة بتفاصيل عقلية ونفسية وثقافة اللاعب الياباني، كما أن لدينا العديد من المدربين أصحاب الخبرة يعملون في الأندية اليابانية، وفي الاتحاد نقارن بين الأسماء المطروحة علينا من الأجانب لقيادة المنتخب، والأسماء المواطنة المميزة في اليابان، وأكثر تأهيلاً وخبرة، وبالتالي نختار الأفضل، ونقدم الدعم والصبر والمساندة، ونقيم الموقف بعد أربع سنوات».
وعن وصول الكرة اليابانية إلى مرحلة متطورة في الاحتراف، قال تاشيما: «لسنا اللعبة الأولى باليابان، لكن بالنسبة لتسجيل اللاعبين في الاتحاد الياباني أصبحنا رقم 1 بالفعل في عدد اللاعبين الممارسين، الآن لدينا مليون لاعب مسجل في الاتحاد، لكن من يلعب على مستوى الأندية المحترفة تقريبًا ثلاثة آلاف لاعب محترف، والأعداد الأكبر في دوري الأندية بدرجاتها المختلفة وأيضًا لدوري المدارس.. نستثمر كثيرًا في الأطفال، وكذلك الأندية، لكن نقطة القوة في الكرة اليابانية هي المدارس، ولدينا دوري مدارس قوي للغاية، عمره يتجاوز 100 عام تقريبًا، قديمًا كان يتم بشكل عشوائي، ولكن أطلقنا الدوري الياباني المحترف عام 1993، وأصبح العمل على مستوى احترافي». وأضاف: «في الوطن العربي الكل يعرف (الكابتن ماجد)، وهو في اليابان اسمه (كابتن تسوباسا)، هذا المسلسل الأكثر شهرة لدينا وأيضًا هنا، وله الفضل في إلهام كل طفل ياباني، وجعله يريد أن يصبح مثل كابتن تسوباسا في فريق مدرسته، وبالمناسبة فريق كابتن تسوباسا أو كابتن ماجد، هو فريق مدرسي لكرة القدم، وينافس في دوري المدارس، ومن هنا استفادت الكرة اليابانية كثيرًا في زيادة المتابعين والكشف عن المواهب».
وأوضح أن أهم العوامل التي أدت إلى نشر اللعبة في اليابان إلى جانب مسلسل كابتن تسوباسا ودوري المدارس، يكمن في اهتمام الأندية بأن ترتبط بالأحياء المحيطة بها، حيث دخلت الأندية إلى كل بيت ودعت السكان للحضور إليها ومتابعة المباريات وفتحت أبوابها لجذب المواهب، ومن هنا تحولت الكرة إلى لعبة شعبية لها تأثير وقوة لاحقًا. وأكد تاشيما أن اليابان دائمًا ما تستضيف مونديال الأندية، حتى أصبحت مقره الدائم، واستضافته بعض الدول، ومنها الإمارات.
وعن التقدم بطلب استضافة نسخة 2019 ومنافسة الإمارات، قال: «ننتظر حتى معرفة قرار الجمعية العمومية والفيفا في آذار/ مارس المقبل في ميامي الأمريكية، لأن شكل البطولة سيتغير، وأعتقد أن نسخة الإمارات كانت الأخيرة بالشكل القديم، لوجود اتجاه قوي لزيادة العدد إلى 24 فريقًا، على أن تقام كل أربع سنوات، ولو حدث، سنقدم ملف استضافة النسخة الأولى من البطولة، ووقتها ننافس الإمارات إذا تقدمت لها، ولكن إذا استمر الشكل الحالي، فلن نطلب استضافة 2019 وإذا أرادت الإمارات تنظيمها فلها الحق بالتأكيد في ذلك».
وعن مستوى التنظيم للمونديال الأخير في الإمارات، وما إذا نافس نسخ اليابان السابقة في الاستضافة، قال تاشيما: «الإمارات جنت فوائد هائلة من استضافة البطولة، وقدم العين أداءً متميزًا للغاية، ويعد مشواره تاريخيًا، وما رآه العالم من (الزعيم) أشاد به الجميع، وكنا سعداء بتلك الروح القتالية العالية».
وفيما يتعلق باستضافة كأس آسيا 2023، قال: «لا نهتم بذلك، المنافسة بين كوريا والصين، ونهتم باستضافة الأولمبياد في 2020، وبمونديال السيدات وأيضًا مونديال الأندية، لكن كأس آسيا، ربما بعد نسختين مقبلتين وليس النسخة المقبلة».
وكشف تاشيما عن دخل اتحاد الكرة والرابطة التي تدير دوري المحترفين الياباني، وقال: «نحقق دخلاً سنويًا بمعدل 200 مليون دولار للاتحاد، ومثلها تقريبًا للرابطة، بإجمالي 400 مليون دولار سنويًا، لا نعرف الدعم الحكومي للأندية والدوري المحترف، لكن الحكومة تقدم دعمًا لوجستيًا للاتحاد فقط، بمبلغ لا يتجاوز 2 في المائة من إجمالي دخل الاتحاد، وينفق على المنتخبات وأمور لوجستية فقط، لكن ليس على الأندية.. الحكومة لا تتحمل أي شيء بالنسبة لميزانيات الأندية، هذا أحد الموروثات الثقافية في اليابان، فلا نادي يمكنه أن يحصل على دعم حكومي، إلا في حالات دقيقة جدًا، ويكون ذلك بطريقة القروض المستردة».
وأشاد تاشيما بمستوى شيوتاني المحترف بالعين، حيث أصبح أحد الأوراق الرابحة في صفوف اليابان بالبطولة، وقال: «شيوتاني لاعب مميز، وقوة الدوري الإماراتي جعلته أحد خيارات منتخب الساموراي، وإلا ما كان الجهاز الفني فكر في ضم اللاعب، ولدينا لاعبون يابانيون يلعبون في ألمانيا وبلجيكا وفي الدوري الصيني والإماراتي والياباني وغيره، وفي المقابل عادت الأندية اليابانية للبحث عن ضم أسماء عالمية، مثل إنييستا الذي أفاد الدوري الياباني كثيرًا، وتم ضمه بعد أن أصبح هناك فائض في ميزانيات الأندية، بفعل زيادة الدخل، وتحقيق أرباح سنوية».
وشدد تاشيما على أن الأندية اليابانية وضعت استراتيجية غيرت من خلالها رؤيتها للتعامل مع المشاركة في دوري الأبطال، خلال السنوات الثلاث الماضية، بالتنسيق مع اتحاد الكرة ورابطة الدوري الياباني للمحترفين.
من يريد من الأندية أن ينافس آسيويًا، عليه أن يبني فلسفة واستراتيجية تساعده على ذلك، وعليه أن يوفر أموالاً للإنفاق على صفقات وغيرها، أنتم لديكم كل شيء ولكن ليس التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، يجب عليكم أن تنافسوا القارة وفق ما يتوافر لكم من دعم، لكن المنافسة لن تكون سهلة، لأن الأندية اليابانية باتت عاقدة العزم بمنتهى القوة أن تسيطر تمامًا على لقب دوري الأبطال لسنوات قادمة، بعدما تغيرت النظرة عنها مؤخرًا.