خالد بن حمد المالك
لا تربطني معرفة أوعلاقة بمعالي الأستاذ تركي آل الشيخ؛ فعندما كان هو المسؤول الأول عن الحركة الرياضية لم أكن متابعًا بما فيه الكفاية للقرارات المتسارعة المهمة التي كان يصدرها، وفي طليعتها تشخيص مشكلة الفساد، وإيجاد الحلول لها، بما نقل النشاط الرياضي إلى مرحلة من التجديد في الأنظمة وأسماء القيادات والدعم المادي والبشري، وبما جعل المشهد مع مَن هو معه أو ضد سياساته أو بعضها على وجه الدقة، ولم أكن مع هذا الطرف أو ذاك في الموقف من إدارة وأداء تركي آل الشيخ لأزمة الرياضة المزمنة؛ كوني بعيدًا عن هموم الرياضة وتفاصيل أحداثها، ومنشغلاً عن متابعة مستجداتها، لكني في العموم كنتُ أُكبر فيه شجاعته في إجراء هذه التغييرات التي لامست هوى البعض، وربما كانوا هم الأكثرية، وبطبيعة الحال هناك من يعتقد من الجمهور أن ناديه قد تضرر منها؛ وبالتالي لم يكن مع بعض هذه القرارات.
* *
لكن عندما أوكلت له مهمة الترفيه، ووضعت في شخصه الثقة السامية لإحداث نقلة نوعية في هذا الجهاز، خفت عليه أن يخسر جمهوره الكبير الذي حصل وحافظ عليه من خلال إنجازاته في قطاع الرياضة؛ خوفي عليه كان في عدم قدرته على أن يكرر التجربة الشجاعة التي تميز بها في عمله مع الرياضة بنجاح في قطاع الترفيه؛ لكوني لم أكن على علم بأن له اهتمامات ترفيهية كاهتماماته بالرياضة، غير أني التقطت أول تصريح له بعد أن أُوكلت له مهمة الترفيه حين قال: «الترفيه ليس غناء فقط».. أو هكذا فهمت؛ فأدركت أن الرجل يحمل أفكارًا جديدة، ولديه طموحات بأن يكرر حماسه في الترفيه كما كان حاله في ذلك مع الرياضة، حتى ولو انقسم جمهوره الجديد إلى من هو معه أو ضد قراراته.
* *
حضرتُ أول ظهور إعلامي لتركي عن الترفيه، واعتقدت أنه سيكتفي بإعلان برنامج ترفيهي متواضع، ثم يتطور بالتدريج، وأن الحضور سوف يقتصر على الإعلاميين، فإذا بالمفاجأة أن المؤتمر تحول إلى سهرة فنية عالية المستوى بكل المقاييس، وكأننا في هذا المؤتمر الإعلامي مدعوون لأولى حفلات ومناسبات هيئة الترفيه بقيادة (المايسترو) الجديد تركي آل الشيخ.
* *
حضور نوعي مميز.. أمراء، ووزراء، ورجال أعمال، وإعلاميون، وفنانون، ومثقفون، وخليط من هذا الطيف من شرائح المجتمع السعودي، ومن الطيف الآخر من المواطنين العرب، بما أضفى على المناسبة جوًّا من الاستمتاع، في إخراج بديع، وتحضير جيد، وعمل أعطى لكل الفنون ومجالات الترفيه حقها في الحضور، بدءًا من الآن، وفي جميع مدن المملكة بلا استثناء.
* *
مرة أخرى، وللتذكير، فهذه المناسبة جمعتني لأول مرة وجهًا لوجه بتركي آل الشيخ؛ إذ لم يسبق لنا أن التقينا، أو هاتفنا بعضنا بعضًا، لا من عدم اهتمام مني، وإنما لأن المراقبة والمتابعة تغنيان أحيانًا. وإذا كنتُ غير متابع بما كان يستحق في نشاطه آنذاك حين كان في الوسط الرياضي هو المسؤول الأول عن كل النشاطات الرياضية بالمملكة، فأنا الآن أمام نشاط نوعي، يمس كل مفاصل النشاطات الأخرى بالمملكة، ويلامسها ولو عن بعد، ومن خلال الشراكات والتحالفات مع الأجهزة الحكومية والأهلية، كما فهمت من إعلان هوية هيئة الترفيه الجديدة بقيادة معاليه.
* *
لا أريد أن أتحدث عن الجوائز، وتكريم الرواد في مجال اختصاص الهيئة، ولا عن العقود التي وُقِّعت مع شركاء في الداخل والخارج، ولا عن تعدُّد نوعيات النشاطات الترفيهية التي ستكون فعالياتها على امتداد العام؛ لتنافس المملكة بها الدول الأخرى المشهود لها بالتميُّز كما قال الأستاذ تركي.. فقط أريد أن أذكِّر من لم يحضر الحفل، ومن لم يتابعه عبر النقل الحي في أكثر من قناة، بأننا أمام فرصة لا حدود لها لتحسين جودة الحياة ترفيهيًّا بقيادة تركي آل الشيخ.