فهد بن جليد
«العبيّلة» مشروب طاقة سعودي له فوائد عظيمة بحسب أهل الصحراء قد لا يعرفه كثير من شباب اليوم، ولكنَّه ارتبط بالولائم والمناسبات، يرتشفه عادة كبار السن وبعض المولَّعين بالتجربة والنشاط، ويتمثل بمزج «مرق الذبيحة « مع حليب الإبل أو الماعز أو أيّ أنواع اللبن مع مقدار متساوي من الماء، فكل عنصر من العناصر الثلاثة له وزن مُحدَّد حتى يعطي الطعم المطلوب، وقد يتسبَّب تدخل غير العارفين ببواطن الأمور ومقدار تلك الأوزان إلى رفض تقبل المشروب نهائياً، المُتأخرون يضعون الثلج لتتجمَّد الدهون على سطح المرق، قبل أن تتم إزالتها كخطوة «صحية أو دايت».
كنتُ أعتقد أنَّه يمكن تسويق هذا المشروب السعودي «عالمياً» باعتباره يمنح الجسم الطاقة اللازمة من البروتينات، إضافة إلى طبق»الشّعَثة» الذي يعد أشهر حلويات أبناء الصحراء والمُتمثل في دق أو طحن «الأقط النضيد»، ومزجه مع التمر المفرُّوك بعد التخلص من «العجم النواة»، وخلطهما بالسمن البري بمقدار وميزان مُحدَّد أيضاً، لتعطي هذه الخلطة طعماً خاصاً ونكهة حلى فريدة تُدفي في الشتاء وتنمح الطاقة في الصيف، العديد من الأكلات في موروثنا الشعبي غائبة عن خارطة التسويق، بل إنَّ أكلات شعبية أشهر مثل «المرقوق والمثلوثة والجريش والقرصان والمراصيع والمرسة والحنيني والعصيد والعريكة... إلخ» نقدمها للعالم كثقافة سعودية في كل مرة، ولم ننجح في تسجيلها حتى اليوم في اليونسكو كموروث سعودي، فكيف «بالعبيّلة والشّعَثة» التي قد لا يعرفها الكثيرون.
المطابخ العالمية تزخر بالعديد من الأكلات الغريبة والعجيبة التي توارثتها الأجيال بحسب كل بيئة، بعض الشعوب استطاعت التسويق والترويج لأكلاتها ليقبل على تجربتها السياح حول العالم بشغف، ولا أدل على ذلك من المطبخ الصيني والياباني والهندي والتركي، لدينا محلياً مخزون غذائي غني ومتنوع باختلاف ثقافة كل منطقة، فما لذي يلزم لنجعل مزيداً من أكلاتنا الشعبية على «منيو» مطاعمنا المحلية أولاً، قبل أن نتمكن من توثيقها وتسجيلها أو تسويقها عالمياً؟.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،