د. خيرية السقاف
اللغة ألم تعد تستوعب السؤال؟!..
علاماته، دهشاته، انبعاثاته، غموضه، محيِّراته!!..
هذا السؤال،
الذي غابت صياغاته عن فمه، وسكت دون مكنوناته صوتُه!؟..
ثم الطريقُ ألم يعد امتداداً يحتمل السؤال؟!..
عن كمين المجهول، وتلك الأكمات الغامضة، ومنحدرات الخفاء العميق،
ومرتفعات اللا محتمل، وطيات المجهول، وكل الذي يحرض للخلاص بجذوته؟!..
هذا السؤال،
الذي غاب عن شغفه، واختفى بطمأنينة ملامحه؟!!..
ثم الدواليب التي تلف به، أو تدور من حوله، أو تفرز له الأصوات، أو ترسم له الأثر،
أو تصك سمعه بالصدى، أو تدك رأسه بالغوغاء، أو تماهيه بالانثيال، أو تجرفه بالانسياب،
أو تلفته بالخرير، أو توقظه بالزفير..
التي خلت من عجينة دهشته بها،
فما بعثت هذا السؤال لأن يحضر إليه، ولا حرضت لهفته للاكتشاف،
ولا شحذت فتيل معرفته للوصول..
هذا السؤال،
الذي غاب عن شفتيه، احتفى عن لسانه، فرُغت منه أبجديته،
فما وراء غيابه؟!..
ربما، هذا التدافع، والتكاثر، والانهيال، لشلالات ما بين عينيه، كثيفاً، جارفاً، مغرقاً، طامساً
يفوق قدرته للحاق به، والإحاطة بكثرته، والاكتفاء من محيطاته..
ربما هذا البركان الذي تدفقت حممه، يطل عليه من بين يديه، عن نافذة صغيرة يهيمن نورها على عينيه حيث يتحرك، حتى ورأسه فوق وسادته..
إنه لم يسرق نومه فقط، بل ضيَّع عليه شغف السؤال، وصيد الأعماق..
وجعله هشاً، متسطحاً، كالقشة في هوائه العاصف..