د.عبدالعزيز العمر
حمل طلاب مدرسة متوسطة أمريكية خطابات موجهة من إدارة مدرستهم إلى أهاليهم تفيد بأنه سيتم إغلاق المدرسة ونقل أبنائهم إلى مدارس مجاورة. بالطبع ترتب على هذا الإغلاق تسريح بعض المعلمين الذين لم يطوروا من أدائهم التدريسي رغم تكرار تذكيرهم بأهمية ذلك، كما تم تسريح بعض موظفي إدارة المدرسة. الفكرة التي انطلق منها قرار إغلاق المدرسة هي أن هناك من يرى أن المدرسة تبقى مؤسسة اقتصادية بجانب كونها مؤسسة تربوية في الأصل. ومن المعروف أن المنشآت الاقتصادية يتم إغلاقها في النهاية لتخرج من السوق عندما تفشل كل محاولات إنقاذها، فليس من العقل استمرار الصرف على أي مؤسسة اقتصادية تتهاوى أرباحها الذين يسبغون على المدرسة صفة مؤسسة اقتصادية يرون أنه مطلوب من المدرسة أن تحقق أرباحا في نهاية كل عام، مع ملاحظة أن أرباح المدرسة لا تقاس بالنقد/ الكاش كما هو الحال في المنشآت الاقتصادية، بل تقاس بالتحصيل الدراسي الطلابي ( Student Learning)، أي بما تنجح المدرسة في إكسابه طلابها من (مهارات حياتية) و(أساليب تفكير) و(مفاهيم) و(قيم) و(عادات عقلية) و(سلوكيات إيجابية). وفي الوقت الذي تثبت فيه كل الدراسات وكل الشواهد انحدار مستوى أداء مدارسنا يصبح من البلاهة العقلية أن نستمر في الصرف على مدارسنا (من دم قلوبنا) دون أي تدخل حازم منا لإيقاف هذا الهدر المالي الكبير الذي لا طائل تعليمي من ورائه.