فوزية الشهري
اجتاح العالم ثورة تقنية ومعلوماتية أصبح الاتصال بالفضاء السيبراني على نطاق واسع وفي مجالات متعددة مثل العمل والتعليم والتسوق واللعب والتجارة والأعمال الخدماتية، وهي مطلب للكثير حيث تختصر الوقت والجهد.
بضغطة زر أصبحنا نستطيع أن نبحث عن فرص العمل والتواصل مع الآخرين والبحث والإطلاع، ومع زخم الإيجابيات والمنافع تظهر بعض السلبيات التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ لشبكات التواصل الاجتماعي.
مثل استغلال الأطفال والإشاعات وترويج المخدرات والأعمال المنافية للأداب والأخلاق.
هناك 3 مليارات شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أي ما يعادل 40 % من سكان العالم، وأكبر المخاطر التي تواجه المجتمعات والتي يجب التصدي لها كمشكلة حقيقية وإيجاد الحلول لها هي مشكلة الهجرة للفضاء السيبراني، نعم هي هجرة عقلية ونفسية تأخذ الشخص من واقعة ويصبح منزوياً غير متفاعل مع محيطة وبيئتة، مما يسبب الكثير من المشكلات الاجتماعية والأسرية ويصل الضرر إلى العمل والتحصيل الدراسي ويكون نصيب الأسرة والأطفال الإهمال واللامباة والحرمان من التواصل العميق الكافي لإشباع الحاجات والعاطفة، وهناك من يكون مختطفًا فكرياً في ذاك الفضاء من قبل فكر متطرف يميناً أو يساراً، وقد استُغلت المواقع من قبل المتطرفين لتجنيد وحشد المناصرين والمؤيدين ونخر الوحدة الوطنية.
ويعتبر الإدمان نوعًا من الاضطراب ومصنفًا طبياً، ففي عام 2011 حلل باحثان من جامعة نتونجهام ترينت 43 دراسة حول هذا الموضوع خلصوا إلى أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي تعد مشكلة صحية عقلية تتطلب العلاج.
الشركات التكنولوجية تتصارع من أجل الربح بالبرامج المطروحة في هذا الفضاء دون النظر للأثر الناتج من إنتاجهم على المجتمع، ماذا لو التفت شركات وطنية مع مساندة حكومية ومجتمعية لإنتاج منتجات آمنة تحترم الخصوصية وتخفف من الآثار السلبية الناتجة عن سوء الاستخدام.
وما زلنا نتطلع لمبادرات توعوية وحلول لمشكلة الهجرة السيبرانية والاختطاف الفكري، والمملكة تبذل الكثير من أجل التقدم في هذا المجال والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة أكبر دليل على ذلك بما حقق من إنجازات عالمية ونتطلع للمزيد، كما نأمل إن يتم افتتاح عيادات لعلاج الإدمان على الإنترنت.
الزبدة:
الفرصة تخدم الذهن اليقظ
«لويس باستير»