أو.. حواري القلب..
ذاك الماثل بذاكرتي القائم على باب دنياي لا يبرح و بأريج فواح خالد فيّ.. فقد ذرعناه سوياً (يدي بيدها....)
فكأن صدىً أقام، في خيالاتي لا ينام
يبتدأ نسج أقاصيصه من ضحى.. الغد
وينهال علي فننه بمطالع نهارات لا تُنسى
إذ مدّ جذر مائها صحبة عهد ما كان أقصره
وعمرٌ ما كان أنضره ، لكن/
تفلّت من أيدينا ، و من ثمّ مضى بلا إذننا..
لا أقول إلى سبيله ، لكن إلى سنّة على الخلائق ماضية و هي تُمضي لتقول.. و الحكمة تملئ شدقيها:
(عاشر من شئت فانّك مفارق) ، لا عجب...
لأنه لا يقف أمام أحبوكة شباكها أحد
وللعلم أن ليس من الخوارق الأخبار بهذا!..
فتلك حد سنن الله «الثمانية»
لكن المؤلم أن (البين) تعجّل عن ساح تلك الوقائع الرحيل بلا ذميل..
كم أذكر يومها وكنا نعبر تلك العهود بامتلاء جفن ناهم، وذات لا يخاتلها الوسن، وكأن حسابنا الوحيد أننا/
لا ندرِ عن اللهو ناهيا
ولئن كان ذاك الناهي أو تخميننا عنه يدور حول ما يعتب به كبار الأسرة.. ممن سينزر عن من التمادي في سياط ذاك العبث فقط..
وكأنا لم نع - عندئذ- أن النواهي الأخرى كالزمان.. وصوارف الأيام وتقلب الأحوال لهي العامل الأكبر
حتى و إن كان- أي الزمان- كفيلةٌ عجلته أن تطمر بنا بمرورها مواضع الآلام..
فهو - و يا للأسف - يسحب معه جماليات عهود لم نستشمّ لها روائح هجر ، أو تلفح..
ولا بملمح عن سهام فراق تصوّب فتصيب من بُـعد
.. وهنا لاح لي نظم رائق راق لي دلالته لـ(جميل) عن تمنيه..
زمان تولى يا (بثينة) يعود
ومن قال إن (ماضٍ) يؤوب!
بل «الصبا» كمرحلة نادرة الوقع نحو ما يتأسف عليها «الشاب»...
ومن ثم يتجرع الآم بعدها على عهد شبابه الشباب.. ذو الشيبة، بتوجّع تجرّع الآهات/
ألا ليت الشباب يعود يوماً..
(لو) يوماً واحداً فقط.. يا الله..! لأن هذا محال
فما ماضي الشباب بمسترد
والمفارقة حين تتحسر على مضي مرحلة
ولا تأخذ - عندئذ- أُنسك من المرحلة التي تليها (أي ما الآن أنت به)
من هنا استخلص ذاك الحكيم الجملة التي تسرّ الحزين.. وبذات الوقت هي تحزن المسرور:
(هذا الوقت سيمضي).. بثقله أو خيباته، أو مرحه و أفراحه
على كلّ هي «ذكريات» تبعثها أحايين ملامح طمرناها هناك ، فما أن تمرّ على الخاطر الدواعي.. إلا تنبّهه إليها كما /
نبّه «النيروز» في غلس الدجى
ورودا كنّا بالأمس نوما
سقاك الله يالبحتري وأيامك في «أنو شروان»
أوآتذروها رياح قافلة من دنيانا بلا إذن
و التي إلا ونتساءل على.. حين غرة من انفلاتها سؤالاً ثقيلاً/ كيف ولّتِ؟!
الآن فاقت بعد أن أتى من يعيدها..كـ
(صور) تجلو العهد الذي..ضاع منّي
آن شطّ به العمر إلى محطة لكأنها في أقاصي
بلا اختيار منه!
فلا مناص من التسليم ، و لا مَن العيي الذي يظن أن بإمكانه إيقاف عجلة الزمان
.. أو حتى القهقرة من دوران(دولاب)الأيام
فـ آه.. يا تلكم ، وكم تبعث (الآه) في /
دواخلي أشياء احسبني متعلّق بها ، لسبب لا أجيف عنه لأني أقف كثيراً على أطلاله.. لأنشد.. و أنشج -معاً - من أنها انصرمت..
ولم أقض أربي منها، أو تتشبّع من زوّادها /لبانة عودي
عسى أن تعودي....
** **
- عبدالمحسن بن علي المطلق