على مدّ البصر كنتَ تقف.
تأبى صورتك إلا أن تَعْلق في ذاكرتي, كُلّما خِلتُ بأنّ ملامحك قد تاهت مني.
لا يكتفي الشوق مني في اليقظة حتى يلاحقني في نومي.
رأيتها!
نعم رأيتها !!
تلك الابتسامة النابعة من قلبك..
رأيتها!
كنت عندما تبتسم, يبتسم سواد بؤبؤ عينك .
كانا يُشعان بحبّ.. وينظران بحبّ.
عاد عطرك؛ ليتسلل إلى كلّ خليّة في جسدي حتى ظننتك بجواري!
من بعدك صرت حذرة في السماح للآخرين بدخول عالمي.
كثيرون حاولوا حرق المراحل؛ ليصلوا إلى حيث كنتَ. لكنني لم أسمح لهم.
الآن تذكرت كيف بدأ كل شيء.
لا أملك أمامه إلا أن أبتسم بحزن.
خفة دمك, وسلاسة روحك؛ جعلت مداراتي. تلتحم بعالمك دون قصد.
أتذكر؟
كنّا نقضي الساعات دون أنْ نتحدث عمّا نشعر به.
إلا أن افتقاد أحدنا الآخر كان يفوق تسمية الشعور ووصفه.
أعلم أن أشواقي المتلاطمة لا تحتاج لتهدأ إلا للارتطام ببرودك؛ لتسكن, وتتلاشى.
لذا أنا أكتب لك؛ لأعود بخيبة تقيني لسعات الحنين القارص.
** **
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي