الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
الأسرة هي النواة الأساسية في بناء المجتمع واستقراره من خلال تأثيرها في تنشئة أبنائها وتوجيههم التوجيه السليم لحمايتهم من الوقوع في براثن الإلحاد والانسلاخ من الدين والانحلال الأخلاقي، وهي مصدر التربية الدينية والأخلاقية باعتبارها اللبنة الأولى في سلسلة الحياة الاجتماعية. وقد اقتحمت القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي حياة الأبناء مما يوجب أن تقوم الأسرة بدورها الإيجابي في مواجهة الهجوم الإعلامي الموجه لأبنائها من خلال تركيز جهودها في توعيتهم وتوجيههم وبيان المخاطر التي تواجههم.
التقت «الجزيرة» عددًا من المختصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والتربوية وغيرهم ليتحدثوا عن تلك القضية المهمة.
أولويات التربية
بداية يقول الدكتور عبدالله بن مطلق المطلق المحامي والمستشار الشرعي عضو مجلس منطقة الرياض إن المتتبع لما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي يرى الشباب والمراهقين والأطفال يقضون أكثر أوقاتهم في التعامل مع هذه الوسائل التي سلخت البعض من دينهم وأخلاقهم. لذلك يجدر بنا بيان دور الأسرة في حماية أبنائها وضبط سلوكهم ومنعهم من الخروج على تعاليم الإسلام وقيم المجتمع، وقد جاءت الشريعة الإسلامية برسم أولويات التربية الصحيحة ليسير عليها الوالدان لتحصين أفراد الأسرة ضد الآفات العقدية والاجتماعية بكل أشكالها ومستجداتها، وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا، وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ، يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
لذلك يجب على الأسرة ما يأتي:
أولاً: غرس الرقابة الذاتية لله لدى الأولاد فيكون الفعل والترك من أجل الله، كما يجب غرس القيم والأخلاق، ونشر الوعي لديهم بما يحاك ضدهم من الخطط لإفسادهم سواء بسلخهم من دينهم أو بنشر الفكر التكفيري ليمرقوا من دينهم مروق السهم من الرمية وهم يظنون أنهم على حق.
ثانياً: تنبيه الأولاد على عدم إعطاء معلوماتهم الشخصية كالعنوان والصور ورقم الهاتف واسم المدرسة وعنوانها واسم الوالدين لأي شخص على شبكة الإنترنت، كما يجب على الوالدين معرفة أصدقاء أبنائهم في وسائل التواصل وتحذيرهم من التعامل مع المعرفات المجهولة.
ثالثاً: تنظيم استخدام الأولاد للإنترنت بحيث لا يطغى على الواجبات والاحتياجات الشخصية الأخرى.
رابعاً: تشجيع الأولاد على التحدث عن مشاهداتهم في وسائل الاتصال سواء كانت إيجابية، أو سلبية.
خامساً: مراقبة الأجهزة الخاصة بالأطفال بين الحين والآخر، مع تعليمهم الاستخدام الصحيح بالتطبيق المباشر، والدخول على المواقع الجيدة، وعدم التعويل على البرمجيات الخاصة بالحماية.
سادساً: تعليم الأولاد ثقافة وآداب استخدام شبكة التواصل، والتحلي بالآداب والقيم الاجتماعية في التعامل مع الآخرين، والابتعاد عن الألفاظ المسيئة والذم والسباب.
إصلاح الدار
ويبين الدكتور خالد بن عبدالقادر الحارثي المستشار الاجتماعي رئيس مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث الاجتماعية أن وسائل التواصل المختلفة المرئية والمسموعة حالها كحال بقية وسائل الحياة، تجد فيها النافع والضار، والذي يُفترض حصوله ألا تترك تلك القنوات بين يدي الأبناء والصغار دون توجيه ومتابعة لتقنين ما تقدمه لهم ويشاهدونه عبرها.. فالأبناء يشكلون حلقة ضمن حلقات تتابع الأجيال التي يقوم عليها عماد الأمة وتتقدم بهم الأوطان، ولابد أن تكون تلك الحلقات المتصلة قوية بحيث لا يمكن تفكيكها أو العبث بها لئلا يختل توازن المجتمع والوطن. نعم تترك لهم حرية متابعة ومشاهدة مختلف المواضيع بشرطين: أولهما أن تمنع عنهم المواد الإعلامية الفاسدة التي تدعو إلى التفرقة أو الثورة أو هدم الأوطان، والشرط الثاني: يمكن لهم أن يشاهدوا بعض المواد الإعلامية في ظل توفر من يفسرها لهم ويعطيهم الغاية من مشاهدتها كبعض برامج التثقيف الجنسي، فلا حياء في الدين، والناشئ بحاجة ماسة لمن يأخذ بيده بتؤدة واحترام لعقله وتفكيره والصبر على أسئلته ومحاولة الإجابة عليها بالشكل الصحيح أو توجيهه للقنوات التي يمكنها فعل ذلك، والمهم ألا ينشغل المربون بإصلاح الدار وترك أهل الدار.. فالمعرفة حق لكل بشر، صغيراً كان أم كبيراً، وللصغير حق رعايته ومتابعته لئلا تتسلط عليه بعض القنوات بأفكار لا تُحمد عقباها، ونسأل العلي القدير أن يحفظ شبابنا وبناتنا وصغارنا، فإن غابت عنهم أعيننا فعين الله باقية عليهم لا تغيب بكل زمان ومكان.
الغذاء الروحي
وينبه الشيخ زياد بن عبدالكريم المشيقح مدير مكتب جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني بمنطقة القصيم أن الواجب علينا استشعار عظم الأمانة في تربية الأولاد، وأن نقوم بالمسؤولية تجاه تربيتهم والعناية في توجيههم، وأن لا يقتصر دور الوالدين في توفير المأكل والملبس والمسكن، فالغذاء الروحي أهم من الغذاء البدني، والأبناء بحاجة مستمرة إلى توجيه الآباء وإرشادهم لما فيه الخير لهم، كما قال نبي الله نوح عليه السلام لما ركب في السفينة هو ومن ومعه وحاد ابنه ولم يركب معه: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته. وهذه المسؤولية لا تقف على الأب والأم لكون الأبناء يتلقون التوجيهات من وسائل متنوعة في البيت والمدرسة والمسجد والمجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية. وزمننا هذا يعيش أولادنا طفرة كبيرة في عالم الإنترنت والقنوات الفضائية وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، الأمر الذي فتح الباب أمامهم دون رقابة، ومع غياب الوعي المجتمعي لمخاطر بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها العقدية والفكرية والأمنية والاجتماعية والصحية، لذلك لابد أن يكون للأسرة دور كبير في توعية البنين والبنات، وأن تدرك المخاطر التي يتعرضون لها في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تعمل الأسرة على إشاعة ثقافة الاستخدام الآمن للإنترنت، وتأخذ دورها الإيجابي في المواجهة الجادة للمواد الإعلامية السلبية في المواقع الإلكترونية من قنوات وألعاب وترفيه قد تحيد الأبناء عن الطريق الصحيح ويكونون أداة للأعداء في زعزعة الأمن وتلقي الأفكار المنحرفة والسلوكيات الشاذة، خاصة أن الإقبال متزايد للأطفال والمراهقين على ملازمة مواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف المشيقح قائلاً: من أهم ما يجب على الأسرة تجاه أولادها أن تزرع فيهم الوازع الديني، والاعتزاز بوطنهم، والطاعة لولاة أمرهم، والغيرة على مجتمعهم، وتثقيفهم بالأولويات في حياتهم وبالوقت المناسب لاستخدام المواقع والألعاب الإلكترونية والقنوات الفضائية حسب المراحل العمرية لأولادهم، والحرص على عدم استخدام هذه التقنية في الغرف المغلقة، مع التأكيد على أهمية تحاور القدوات في الأسرة مع أولادهم عن التقنية الحديثة، وإعطائهم التوجيهات المناسبة لمواجهة السلوكيات السلبية، وضرورة متابعة الأسرة للبرامج الجديدة والحديثة ومواكبة اهتمامات الشباب التنية سواء في الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم إشعارهم بالوصاية عليهم أو منعهم من استخدام التقنية، فلابد من وجود الثقة فيهم مع القيام بتوجيههم والرقابة على مخرجات سلوكياتهم الفكرية والاجتماعية والصحية.
صلاح المجتمعات
ويؤكد الدكتور محمد بن عبدالله الطوالة مدير المسؤولية الاجتماعية بشركة الطيار للسفر القابضة أن الأسرة هي لبنة المجتمع، وهي الداعم الأساس لصلاح المجتمعات ومنها يتخرج الأبناء ويتأثرون بالقدوة الصالحة من الوالدين والإخوان الذين يكبرونهم. وفي عصرنا الحاضر اقتحمت القنوات الفضائية وأجهزة التواصل الاجتماعي حياة الأبناء فأصبحوا أسارى لها يقضون معظم أوقاتهم معها، ولا شك أن لها سلبيات كثيرة ومخاطر عظيمة. والواجب على الأسرة حسن التوجيه والرعاية والمتابعة بالإرشاد تارة والنصح أخرى والأخذ على اليد نحو البديل الأمثل حتى يقتنع الابن بمليء وقته بما يعود بالنفع والفائدة، وبهذا يصبح لديه مناعة ذاتية ودافع نحو الوجهة الصحيحة التي يمليه عليه دينه، فبذلك يتكون لدى الأبناء حصانة ثقافية نابعة من الذات مع استمرار الأسرة بالمتابعة والتوجيه.
العاطفة السبب!
ويذكر الأستاذ حمود بن عودة الشمري المخرج والمنتج التلفزيوني عما كانت فيه الأسر تتفاخر بحسن تربيتها لأطفالها وأنهم لا يعرفون الشوارع لتحاشي اختلاطهم بالغرباء ورفاق السوء، أما الآن فقد أصبحت كل الشوارع والغرباء تدخل رغماً عنا غرف نوم أطفالنا وبناتنا عبر التطور الهائل لوسائل التواصل والقنوات الفضائية بل والألعاب الإلكترونية كذلك، وقد تزامن ذلك مع سيطرة عاطفة المرأة والطفل على الأسرة، ودفع الأب للاستجابة لضغوطاتهم العاطفية وإلحاحهم عليه ليوفر لأطفاله تلك الأجهزة الشريرة والخبيثة والتي أطلقوا عليها جزافاً لقب (الذكية) لزيادة تسويقها متناسين ما تحويه من شرور ومضار عديدة تهدد وقته وصحته وعقله، وسجلات المستشفيات التي تستقبل يومياً حالات عديدة من الأطفال الذين يعانون من حالات تشنج وصرع ومشكلات نفسية عديدة، بل دفعت بعض الحالات إلى الانتحار والقتل خير شاهد على تفاقم هذه الظاهرة.
وعليه فلم يعد أمام أفراد الأسرة إلا المكاشفة ومشاركة الأطفال أنفسهم خطورة التواصل مع الغرباء ودخول المواقع المشبوهة والتوصل إلى الاتفاق على ميثاق تربوي يحترمه الجميع ومن يخالفه تطبق عليه مجموعة مخالفات وعقوبات، ومن أهمها الحرمان من استخدام تلك الجهاز أيامًا عدة، ومن تلك البنود المقترحة: عدم تجاوز فترة استخدام تلك الأجهزة والألعاب 2-3 ساعة متقطعة، وبعد الانتهاء من تأدية الواجبات المدرسية وبعطلة نهاية الأسبوع فقط، وتخصيص وقت يومي للرياضات الجسمية للمحافظة على صحته، ومنع دخول تلك الأجهزة لغرف النوم بل يُكتفى باستعمالها بصالة المنزل وتحت نظر الجميع ليسهل على الوالدين مراقبة ما يجري بالغرف المغلقة، واستخدام التطبيقات الآمنة والتي تحول دون دخول أبنائهم المواقع الإباحية والضارة، ومراقبة أي تغيير في سلوكيات أطفالهم النفسية، واستشارة المختصين عند ملاحظة أي تغير مفاجئ أولاً بأول قبل تفاقم المشكلة. إلى غير ذلك من البنود التي تحد من أضرار هذه الظاهرة الخطيرة، كما لا ننسى أهمية أن تمارس وسائل الإعلام المحلية والمدارس والمسجد واجباتهم الشرعية والاجتماعية والوطنية بإنتاج البرامج المشوقة لتوعية وجذب الأطفال وشغل أوقات فراغهم بطرق مبتكرة وبرامج وألعاب بديلة. جنَّب الله بلادنا ومجتمعنا وأطفالنا وشبابنا كل شر وأذى.
التأثير المباشر
ويقول الدكتور هاني بن عبدالله آل برغش مستشار تنموي، مركز صوت الوطن للدراسات والإعلام، إن وسائل الإعلام ووسائل التواصل (الاجتماعي) سميت هكذا مجازًا، والأصل أن تسمى وسائل التواصل الإعلامي، هذه الوسائل متاحة للجميع الجاهل والمتجاهل والهادف والمستهدف، أصبحت الدنيا كلها وللأسف أكثرها الغث والغثيث في متناول اليد الواحدة ترى بعين واحدة وتميز بفعل واحد، ومعظم المهتمين هم جيل ما بين أعمار الطفولة والشباب، وهذه الفئة لا تزال تتشكل بدنيًا وذهنيًا، وهذه الوسائل تؤثر تأثيرًا مباشرًا في هذا البناء والتشكُل، لذا وجب علينا الابتعاد عن النصح المباشر والتحذير المطلق، والاستعانة بملكات الحوار وسماع كل رأي والتحاور البناء الذي منه نستخلص الأبناء من هذه الفتنة، يجب أن نوصل لهم إحساس أننا نتلقى منهم ونتلاقى معهم في أمور تحاورنا بها، وعلينا الابتعاد عن إسباغ صفة العيب فلا مكان لها، ولنستبدلها بالمثالية والأخلاق الجميلة المهذبة الحميدة الذائقة لكل رفيع، ولتبتعد عن تحقير الغير، ولنستعيض ذلك بالفخر والاعتزاز بالذات، ولنبتعد عن إظهار سلبياتنا أو سلبيات الغير، ووضع هالة كبيرة حولها ولتبقى شرارة صغيرة ما تلبث أن تطفأ بدلاً من نفخها وبسرعة تستطير وتصبح نار تهشم، ولنبتعد عن التوبيخ وجلد الذات في معاملتنا مع الأبناء.
توعية الأبناء
وتقول السيدة عائشة عبدالله مبارك سيدة أعمال وعضو الغرفة التجارية الصناعية بأبها: الأسرة يقع على كاهلها دور كبير في توعية أبنائها وتحذيرهم من القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن الضرر الذي تتسبب فيه هذه المواقع على معتقداتنا، وتشويش لأفكار أبنائنا وسلبهم حريتهم باتخاذ قرراتهم؛ مما أوجد لدينا جيلاً تابعًا لكل ما يعرض أمامه، جيل معظمهم للأسف يقلد كل ما يراه، مسلوب هويته، أغلبيتهم مثل بعض لا طموح ولا تفكير بالمستقبل، وقل نشاطهم البدني وأصبحت ثقافتهم وحدة، أصبحت لعبة تتحكم في حياتهم مما جعلنا قلقين على أولادنا وأحفادنا. وأتمنى أن ننشر الوعي بينهم ليكون لكل منهم هويته الخاصة به.
دور سلبي
وتتأسف الأستاذة بدرية العيدي سيدة أعمال على الدور السلبي للأسرة، لأن الأسرة بجميع أفرادها انشغلت بالقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد هناك مفر.
متابعة السلوك
وتشير الأستاذة صالحة العلكمي سيدة أعمال وعضو الغرفة التجارية الصناعية بأبها، أن القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي سبب رئيس في تغيير النسيج الاجتماعي وأخلاقيات المجتمع، وأفراد الأسرة لم نعد نستطيع السيطرة على بعض السلوكيات، ولم نعد نشعر بألفة الأسرة الواحدة، وأصبحنا مشغولين بأجهزة التواصل وكأنها المحيط الذي نعيش فيه حتى في المجالس الكل مشغول عن الآخر، فقدنا لذة الحوار الأسري والمجتمعي. إذًا إلى أين نتجه؟ وما هو مصير العلاقات في الأسرة والمجتمع؟ لا أجد حلاً سوى توعيه الأبناء والنصح والشفافية في الطرح عن بعض المواضيع التي كنا نخاف ونستحي من الخوض فيها ومشاركة المعلومة مع الجهات التعليمية ومتابعة سلوك الأبناء في المنزل والمدرسة، وزرع القيم الإسلامية الصحيحة والمعتدلة بالقدوة في المنزل أولاً؛ ثم المحيط المجتمعي كسلوك.
هوايات الأبناء
وترى الأستاذة عبير بنت عبدالعزيز آل فريان الخبيرة التربوية أن وسائل التواصل الاجتماعي تحتل أهمية في حياتنا وحياة أبنائنا ولا يمكن انكارها، ولكن السؤال كيف يمكن أن يكون دوري كأب أو أم في توعية أبنائي نحو هذه الإسقاطات بمختلف أشكالها في مواقع التواصل الاجتماعي من محتوى فقير وغيره، فضلاً عن كثافة استخدام اليوتيوب، والتطبيقات بمختلف أنواعها، ومن هنا علينا البحث عن هوايات الأبناء ما مواهبهم؛ وما الأشياء التي يحبونها. وعند إذن نحاول أن نساعدهم في اختيار ما يشاهدونه مع تعزيز اختيارهم، وزرع الثقة بينك وبين ابنك، فمثلاً إذا مررت بأي معلومات، تجعلني أشعر بعدم الارتياح أو أشعر بالريبة يجب أن اتجاهلها.