فهد بن جليد
«الترفيه قطاع مُتسارع في كل الاقتصادات والمجتمعات، وله إيقاع ووتيرة خاصة، أول قوانينه إتقان (المنافسة) لكسب (ثقة المجتمع)، من خلال جذب كل الفئات -حتى أولئك غير القادرين- لا يمكن أن ينجح في هذه الصناعة إلا من يظهر على المنصة، ويكشف عن نفسه وبرامجه، وما يملك من مقومات، يستفيد ويستثمر كل الإمكانات المتاحة من أجل تقديم الأفضل، يعد ويحقق الوعد، يضع هدفاً ويعلنه للجمهور، ثم يسعى لتحقيقه بمساندتهم ودعمهم والشراكة معهم..!
شرطُ تحقيقِ هذه المعادلة أن يكون (صانعُ الترفيه) في الأصل مؤمناً أنّ الترفيه من حق الجماهير، ولا يجب أن تتسولهُ تسولاً.. والأمل ما زال كبيراً بهيئة الترفيه لإنجاز ما هو مطلوب».
ما سبق هو جزء من مقال كتبته هنا في 16 نوفمبر 2016م مع مرور أول إجازة مدرسية بعد ولادة هيئة الترفيه بعنوان «ترفيه يا مُحسنين!»، واليوم ولله الحمد الأمل بدأ يتحقق، عندما ظهرت هيئة الترفيه على المنصة وكشفت عن نفسها ومقوماتها, واستعرضت أدواتها وبرامجها أمام الجمهور، وعقدت الشراكات اللازمة مع المُجتمع ووسائل الإعلام ومنصاته لتقديم الترفيه كحق ومُكتسب طبيعي للمُجتمع السعودي.
«الأصل في الترفيه أنَّه من الأفراد وإليهم، لذا تجد أنَّ الأفراد في أمريكا مثلاً يمتلكون النسبة الأعظم من نحو 89 ألف مشروع ترفيهي هناك، وهي بالمناسبة مشاريع تُصنَّف (كصغيرة أو متوسطة)، فلا يجب أن ننتظر الشركات العملاقة حتى تجلب وتصنع لنا الترفيه وحدها، بل يمكن أن تكون المشاريع الفردية رافداً أساسياً للترفيه، ويمكن الاعتماد على الأفراد أو الفرق السعودية الصغيرة لصناعة الترفيه، بدلاً من استيراده بمشاهير أو فرق أجنبية، فما أجمل أن نُتيح الفرصة لشبابنا، ونصنع منهم نجوماً للترفيه والفن معا، تخيَّل أن يكون أمامك فرصة لتمضية سهرتك وتناول العشاء في أي مدينة سعودية، داخل فعالية جميلة وبتذاكر دخول (أسعارها معقولة)، يكون الحدث الرئيس فيها مسرح كوميدي (ستاند أب) أو غيره من الفنون الاستعراضية لفرق سعودية محلية، تستمتع بالفقرات الساخرة والضاحكة والكوميدية التي تُقدم، وفي كل مرة هناك عروض وأفكار مُتجددة ومتطوِّرة...», ما سبق أيضاً هو جزء من مقال آخر كتبته هنا بعنوان «الترفيه بكوميديا المسارح» في 04 ديسمبر 2016م، طالبت فيه حينها بضرورة إشراف هيئة الترفيه ودعمها لمثل هذه الأفكار وفتح المجال أمام الشباب السعودي الواعد والمُبدع من الجنسين, والحمد لله أنَّ هذه الأفكار أصبحت اليوم حقيقة ضمن الإستراتيجية العملاقة والطموحة التي أعلنها معالي المُستشار تركي آل الشيخ هذا الأسبوع، ممَّا يوحي -برأيي- على أنَّ الهيئة ضبطت بوصلتها أخيراً نحو «الاتجاه الصحيح»، ليبقى النجاح مرهوناً بكيفية التطبيق.
وعلى دروب الخير نلتقي.