سعد بن عبدالقادر القويعي
من جديد، يعود التضليل الإعلامي، والمتمثّل في الحملات الموجهة ضد المملكة، والعمل على رفع سقف الهجوم المتحامل عليها؛ وفق أجندة جديدة، لا تختلف عن سابقتها؛ لتتوافق مع كل مرحلة، وزمن بما يخدم تلك الحملات، والتي تهدف - في نهاية المطاف - إلى التأثير على المملكة، وإرادتها الوطنية، والعربية، والدولية، - سواء - على الأصعدة السياسية، والاقتصادية، أو بغرض التقليل من شأنها، ودورها في - العالمين - العربي، والإسلامي، والعالم.
قبل أيام، كشف مركز الدراسات الأمنية الأميركي (Security Studies Group)، عن ملامح إستراتيجية إعلامية، تنتهجها وسائل إعلامية معادية للمملكة، تُسمى «نفخ الكير»؛ لتضخيم بعض القضايا الجنائية إلى قضايا سياسية؛ لخدمة أجندتهم، وتضليل الرأي العام العربي، والعالمي، عبر منصاتهم الإعلامية في جميع أرجاء العالم. وقد تضمنت الدراسة، إجراء بحث شامل حول الجذور الفعلية، والجوانب الفريدة من نوعها، ووراء هذه التغطية الإعلامية المركزة، والمطولة؛ بغرض التوصل إلى مصادرها الأصلية، ومن يقوم باستغلالها، والترويج لها. وكانت النتائج: أن وسائل الإعلام المعادية، قامت بتوظيف حملة إعلامية ضخمة ؛ للارتقاء بها من مجرد قضية جنائية، وهي قضية جمال خاشقجي إلى حدث دولي، يؤدي إلى تداعيات إستراتيجية.
الإعلام الرسمي، ووسائله المختلفة قادر على إجلاء الحقائق، واستنكار الممارسات الإعلامية غير المهنية، والتي تصدر من وسائل إعلامية معادية؛ من أجل محاولة التأثير على صانع القرار، أو على المتلقين، وذلك من خلال نسج روايات، وأكاذيب ظهر كذبها، وتناقضها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ضرورة تقديم شكاوى إلى المنظمات الدولية بخصوص القنوات الإقليمية، والأجنبية المثيرة للفتنة، والمعادية للدول العربية؛ استناداً إلى مخالفتها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية، والسياسية، والذي يحظر أي دعوات تحريضية على الكراهية، أو العداوة، أو العنف، أو تهديد الأمن القومي، والنظام العام، أو مخالفة الآداب العامة.
ستبقى المملكة الأكثر استقراراً في منطقة متلاطمة الأمواج، وتحاصرها الحرائق من كل حدب، وصوب. وهذه حقيقة لا يتم طرحها من باب المزايدات السياسية، أو المناكفات الإعلامية. كما لا يمكن لأي قوة إقليمية، أو دولية القفز عليها، أو تجاوز أبعادها. ولن أبالغ إن كتبت، بأن دور المملكة - اليوم - مشابه لدور القوى الكبرى في النظام الدولي، وذلك من ناحية امتلاكها لكل من القوة، والقدرة على التأثير داخل، وخارج حدود إقليمها.