فيصل خالد الخديدي
رحلت قبل أيام الفنانة منيرة موصلي رحمها الله وهي من الفنانات السعوديات المميزات فكراً وإنتاجاً، وكانت قد سجلت حضوراً مميزاً في كل ما قدمت طيلة حياتها الفنية رحمها الله، وفقدت الساحة بعدها بأيام قليلة الفنان التشكيلي ميرزا الصالح وهو من فناني المنطقة الشرقية والذي قدم الكثير للساحة التشكيلية المحلية، رحلوا إلى بارئهم وسيرحل غيرهم ورحل قبلهم الكثير من الفنانين وهي سنة الله في خلقه، ولكن أمام فقد المبدعين وانطفاء شمعة إبداعهم تقف كثير من علامات الاستفهام التي تحاصر المجتمع والمؤسسات الثقافية، ماذا قُدم لحفظ وتوثيق تاريخ الوطن من خلال مبدعيه؟ وما هو دور المؤسسات في حفظ منجزات أبنائها المبدعين في كل مجال؟ وهل تكريم الفنان والمبدع بعد رحيله يكفي ويعد من الوفاء؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تفتح ملفات عديدة في التعامل مع المبدعين في شتى المجالات الإبداعية والتشكيلي منها تحديداً، ابتداء من قاعدة البيانات للفنانين وتصنيفهم ومروراً بدعمهم وتوثيق منجزاتهم واقتناء أعمالهم وكتابة التاريخ الحقيقي لمسيرة الفن التشكيلي بالسعودية من خلال منجزاتهم وصولاً إلى ضم أعمالهم في متاحف ومعارض دائمة تكون واجهة مشرقة ومشرفة لما وصل إليه أبناء هذا الوطن المعطاء من إبداع إنساني راقي في الفنون التشكيلية.
إن تكريم فنان أو فنانة بإطلاق اسمه على قاعة عرض أو فعالية أمر جيد ولفتة جميلة ولكنها تكون أكثر جمالاً عندما تحدث للفنان في حال صحته ووجوده وتكون أكثر وفاء بأن يرى الفنانون حال حياتهم أعمالهم يضمها متحف أو معرض دائم باسم الفن السعودي المعاصر، أو تطبع كتباً ترصد حياة الفنان ومسيرته في معلومات طازجة يستقيها المؤلف والباحث من فم الفنان مباشرة دونما الرجوع لورثته وأحفاده للبحث عن صحة معلومة عن الراحل.
الأمل في وزارة الثقافة كبير جداً والطموحات والآمال المعقودة عليها في تغيير التعاملات مع واقع الممارسة التشكيلية المحلية كثيرة جداً، والتطلع لمواكبة رؤية السعودية الطموحة أكبر من إقامة نشاط أو معرض وإنما صناعة جيل مثقف واعي ومبدع وتوثيق إبداع أجيال وحفظ تاريخ وطن بمنجزات مبدعيه.