علي الصحن
لم يبق لبعض الإعلاميين وبعض ممن اقتحموا الإعلام إلا أن يقولوا بعد كل مباراة يلعبها فريق الهلال (ليش يفوز الهلال؟).. فبعد موجة من الاحتجاجات على كل ما يخص الهلال، أصبحوا يستكثرون فوز الفريق في أي مباراة يلعبها؟ وأصبحت موجة التشكيك والدخول في الذمم ورمي الاتهامات جزافاً يمنة ويسرة بعد كل مباراة للهلال هي القاعدة لديهم، والاعتراف بأحقية الهلال هي الاستثناء؟
مثله مثل كل الفرق في هذه الأرض خسر الهلال بسبب تقنية VAR وكسب أيضاً بعد أن أنصفته هذه التقنية التي جعلت العدالة هي السائدة في ملاعب كرة القدم نوعاً ما، ولم يستفد الهلال من هذه التقنية، رغم وجود أخطاء تستدعي الرجوع لها بشهادة المحللين (الصادقين) وكان آخرها في مباراة الفيصلي الاثنين الماضي، ومع ذلك فهناك من يتحدث بأمور لا تدخل العقل، وتُستغرب من إنسان ملأ الشيب صدغيه، رغم أن الناس كلها تعرف القانون والنظام، وتدرك أن هناك من يتحدث بعواطفه ويقوده تعصبه، وحبه للشهرة بمخالفة الواقع!!
مثال آخر.. الحكم الصربي ميلوراد مازيتش، وهو أحد أفضل الحكام في العالم يخرج من ينتقده تارة ويمتدحه تارة، ومقياس الأمر عندهم هو نتيجة المباراة التي يقودها للهلال!! فعندما يخسر الهلال كما حدث في مباراة الحزم يكون مازيتش أفضل حكم في العالم، وعندما يفوز الهلال يكون مازيتش أسوأ حكم في العالم، ويتساءلون عن سبب حضوره لملاعبنا رغم أن سيرته الذاتية وتاريخه الحافل تجعل كل حصيف سعيدا بحضوره لملاعبنا ومشاركته في تحكيم مسابقاتنا..!!
مثل هذا النقد كيف يمكن قبوله وكيف يمكن لبعض البرامج المتخصصة تصديره للشارع الرياضي، وكيف لمثل هؤلاء النقاد (مجازاً) أن يتصدروا البرامج الرياضية، ويقدموا بضاعتهم للمشاهد الذي ينتظر المفيد، ويفاجئ كل مساء أن هناك من لا يزال يراوح مكانه بحثاً عن التقدم خطوة في طريق الإساءة للهلال، في وقت مضى فيه الهلال للعلياء وترك مثل هذه الأمور يلوكها أصحابها منذ عقود، دون أن يضروه شيئاً..!!
نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي دخلوا على الخط بمهنية بارعة، وباتو يكشفون كل التناقضات ويحرجون أصحابها ويكشفونهم على الملأ، وقدموا من خلال مقاطع موثقة مشاهد مؤلمة مضحكة في نفس الوقت لعدد من الإعلاميين الذين ما انفكوا عن الحديث عن كل شيء، حتى أصبحوا يكذبون أنفسهم بأنفسهم، ويردون على مقولاتهم بأنفسهم، وكل شيء موثق، وبات الجميع يدرك أن هؤلاء لا يتحدثون بواقعية، لكنه التعصب والغيرة من إنجازات الآخرين، والرغبة عن الترويح عن نفس من خلال ترويج عبارات مكررة لم يعد لها قيمة في هذا الزمن.
أعود إلى حيث بدأت، حيث لم يبق لبعض الإعلاميين إلا أن يقولوا بعد كل مباراة يلعبها فريق الهلال (ليش يفوز الهلال؟) وهذا التساؤل تكرر هذا الموسم مرات ومرات وكل مرة بصيغة مختلفة، تتشابه في أن من يرددها مجموعة معينة والمستهدف بها فريق واحد.. فريق بقي في القمة، ولا علاقة بمن يحاول الخربشة دونها.