فضل بن سعد البوعينين
لم يكن حفل استقبال رجال الأعمال الذي نظمته «غرفة الأحساء» برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف؛ أمير المنطقة الشرقية، تقليديا كسائر استقبالات رجال المال والأعمال، بل كان متميزا بالمبادرات الداعمة لرواد الأعمال، والابتكار، والمجتمع بشكل عام.
يتميز المجتمع الأحسائي بمبادراته النوعية، وحرص قطاعي المال والأعمال فيه على التنافس في تقديم برامج مجتمعية مبتكرة، تسهم في تنمية الشباب من الجنسين، وتفجير طاقاتهم الإبداعية ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم العلمية والعملية وتنمية مهاراتهم الابتكارية. من اللافت تركيز غرفة الأحساء على الجوانب التنموية وبرامج المسؤولية المجتمعية، وتسابق أعضائها من رجال المال لاستثمار جزء من ثرواتهم في تنمية المجتمع، وفق برامج مبتكرة وبرامج داعمة للجميع.
قد يكون هذا الجانب من أسباب حرص الأمير سعود بن نايف، عراب المبادرات المجتمعية في المنطقة؛ على حضور الفعاليات النوعية ذات البعد التنموي والمجتمعي، ودعمها وتخصيص وقت أطول لمشاركة القائمين عليها والاحتفاء بهم. لم يكن حضور الأمير سعود بن نايف بروتوكوليا بقدر ما كان تفاعليا، وكأنه جزء رئيس من كل مشروع أو رؤية أو مبادرة مجتمعية تطلق في المنطقة. يؤكد الأمير سعود بن نايف بأنه يرى «في كل أحسائي وأحسائية مشروعا مستقبليا ناجحا، سواء كان تاريخيا، ثقافيا، تعليميا، سياحيا، هندسيا، اقتصاديا، زراعيا» وهي ثقة يستحقها أهالي محافظة الأحساء.
تميز حفل الغرفة لهذا العام بإطلاق برنامجين مهمين لرواد الأعمال، والمبتكرين من الشباب، الأول «حاضنة أعمال الأحساء» التي تعتبر الأولى على مستوى الغرف السعودية؛ والثاني «مركز تنمية الإبداع والاختراع»؛ وأحسب أنهما قاعدة الانطلاقة الحقيقية للشباب في جانبي الأعمال والاختراعات، حيث الحاجة الماسة للحاضنة، الداعمة لنمو الأعمال؛ والمرجعية المحفزة للإبداع والاختراع وفق رؤية علمية وتمويل سخي يزيل المعوقات من أمام المبتكرين، ويتبنى برامجهم ومشروعاتهم الطموحة، ويوفر لهم التمويل والاستشارات اللازمة.
لا يمكن لكثير من المبادرين في القطاع الصناعي المضي قدما دون وجود الحاضنة القادرة على دعمهم في البدايات الحرجة، وهي المرحلة التي يخرج منها الجزء الأكبر من المنشآت. لذا أعتقد أن وجود حاضنة أعمال الأحساء تشكل قاعدة الانطلاقة نحو خلق مزيد من حاضنات الأعمال المرتبطة بالشركات العاملة في المنطقة بشكل عام، والأحساء بشكل خاص. ومن المهم الإشارة لتحقيق متطلبات حاضنات الأعمال وفق الرؤية الحديثة الضامنة للمخرجات الجيدة، وأن يبنى البرنامج على أسس علمية داعمة لتحقيق النتائج الإيجابية، وهذا ما أتوقعه من غرفة الأحساء.
أختم ببشارة الأمير سعود لأهالي الأحساء حول وجود توجهات تحت الدراسة، لخلق ثلاثة أماكن قابلة للتطوير لاستيعاب ما يقارب من مليون شخص وسعي سموه لأن تكون من أولويات عمل هيئة تطوير المنطقة الشرقية؛ إضافة إلى تعزيز دور الأحساء كحاضنة للكثير من حقول النفط والغاز وغيرها من مصادر الطاقة. وهما أمران سيسهمان في تطوير المكان وتنمية الإنسان وخلق مزيد من الفرص الوظيفية والاستثمارية والتعليمية بإذن الله.