حمد بن عبدالله القاضي
لا يمكن أن ينجح موظف أو ينتج عامل إلاَّ إذا توفَّر له مناخ عمل جيد محفّز بأنظمته ولوائحه ومرونة العمل فيه.
ودومًا يتم الحديث عن نقص إنتاجية موظفي الحكومة، والحق أن هذا لا يعود للموظفين أنفسهم والدليل أنهم ينجحون عندما ينتقلون إلى القطاع الخاص.
مساء الأحد الماضي، سمعنا من معالي وزير الخدمة المدنية أ. سليمان الحمدان ما خضَّب قلوبنا بالفرح من نقلة تنتظر الموارد البشرية بالقطاع الحكومي سواء من جانب مرونة الإجراءات أو إعطاء الصلاحيات أو من جانب ما سيتضمنه نظام ولوائح الخدمة المدنية المعدلة التي ستحمل الكثير من المحفِّزات لموظفي الحكومة للإبداع والنجاح، وستقضي على المعوقات التي كانت تُشكِّل عامل إحباط لبعض الموظفين حيث سيرون»تماثل الفرص» وتقدير المنتجين ومنح الحوافز للمبدعين.
وفِي سبيل تحقيق تطلعات الوزارة في إستراتيجيتها الجديدة واجهت العديد من التحديات لتحقق تطلعاتها برفع كفاءة رأس المال البشري وتطوير إدارات الموارد وتعزيز خدمات المستفيدين والتحول الرقمي الكامل.
هذه التطلعات تطلبت الكثير من الدراسة والجهود والاطلاع على أحدث برامج الخدمة العالمية وكان مخاض ذلك حزمة من الأنظمة واللوائح والمبادرات لإحداث النقلة قريبًا.
لقد فاجأنا الوزير الحمدان عند لقائه بمجموعة من الإعلاميين بالحراك المشهود الذي جرت دماؤه بمفاصل وزارة الخدمة المدنية وبما تم إنهاؤه خلال 12 شهرًا ومن أبرز ثماره تعديل 12 مادة من نظام الخدمة المدنية وتحديث 26 من اللوائح التنفيذية وكلها ستصدر خلال أقل من شهر، فضلا عن تهيئة عدد من المشروعات والبرامج ليتواكب ذلك مع الانطلاقة التنموية التي يعيشها الوطن ورؤيته النابهة.
ولتحول هذا المشروعات لإنجازات تم تدشين المرمز الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في القطاعات الحكومية وبسياق هذه الجهود تأتي خطَّة توحيد الجهود بين الجهات المسؤولة كوزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل والمركز الوطني للمعلومات، وذلك بعمل «بوابة واحدة» لمن يريد أن يبحث عن عمل.
وكان من المبشرات التي زفَّها الوزير بهذا اللقاء: توظيف التقنية للفت بوتيرة العمل وتيسير الخدمات للموظف سواء كان على رأس العمل أو عند إحالته على التقاعد بحيث لا يحتاج إلى كثير وقت أو كبير جهد فخلال زمن قصير بما لا يتجاوز ساعات أو يوماً أو يومين يكمل إجراءاته ويحصل على متطلباته هذه النقلة الجديدة ستنهي مركزية وزارة الخدمة المدنية وستبقى الوزارة مشرِّعاً ومراقباً وداعماً وميسراً كما أعلن ذلك الوزير. إن مما بعث التفاؤل لدى الحضور أننا رأينا بدايات نجاح ما خططت له الوزارة وما أعدته من لوائح.
رأيناه بمعالي وزير الخدمة ومسؤوليها من نائب ومساعد وزير ووكلائها ومنسوبيها وذلك من خلال حيوية عطائهم ومرونة تعاملهم وتوفر الجو الصحي الذي يعيشون فيه مع وزيرهم.
تحية لوزارة الخدمة المدنية بكافة منسوبيها وبمقدمتهم وزيرها الذي عُرف بأنه يزرع الإنجاز بعمله وتعامله بكل الأعمال التي تولاها بالقطاع الخاص والحكومي.
وغداً بحول الله مستقبل مضيء وجديد للخدمة المدنية لم تعهده من قبل.