«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
خرج المنتخب السعودي من بطولة الأمم الآسيوية بعد أن تأهل من دور المجموعات بفوزين وخسارة، ووصل لدور الـ16 ليقابل منتخب اليابان ويخسر 0-1، في مباراة استحوذ على معظم مجرياتها المنتخب السعودي، ولكن بخطأ دفاعي استطاع اليابانيون تسجيل هدفهم الوحيد، ليودع المنتخب السعودي البطولة الأهم على مستوى القارة، بعد أن ودعها من دور المجموعات عامي 2015 و 2011 .
المنتخب السعودي في هذه البطولة كان بإمكانه أن يذهب بعيداً، ولكن هنالك عدة أسباب لا شك بأنها أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على المنتخب، ونقول المنتخب كمنظومة وليس جهة محددة.
* السبب الأول: كثرة التغيير الإداري سواء فيما يخص إدارة المنتخب أو اتحاد القدم، إذ مر على اتحاد القدم خلال فترة بسيطة رئيسان، عادل عزت وقصي الفواز، وتغيّر عدد كبير من أعضائه، وكذلك إدارة المنتخب مر عليها العديد من الأسماء، وهذا لا شك بأنه أثّر على المنظومة بشكل عام، والمنتخب السعودي من ضمن هذه المنظومة، فالاستقرار عامل مهم جداً جداً للمنظومة، وأهم للمنتخب السعودي الذي نتمنى فصله عن اتحاد القدم، ليكون له إدارة خاصة لا تتبع لاتحاد القدم، بل يكون مرجعها الهيئة العامة للرياضة.
* السبب الثاني: وجود ثمانية لاعبين أجانب في الدوري السعودي، وعلى الرغم من أن هذا التواجد ما هو إلا بداية، إلا أنه أثر، فكل الأندية السعودية تعاقدت مع مهاجمين أجانب، وفي الوقت نفسه يعاني منتخبنا في خانة الهجوم، وذهب المنتخب السعودي بدون رأس حربة قبل أن يتم استدعاء لاعب الحزم محمد الصيعري الذي لم يلعب سوى دقائق معدودة في بطولة أمم آسيا، وكما يعاني المنتخب هجومياً فإن المنتخب أيضاً يعاني دفاعياً، وظهر ذلك واضحاً في مباراتي قطر واليابان، وسيتضح بشكل أكبر متى استمر وجود اللاعبين الأجانب بهذا العدد الكبير...!
* السبب الثالث: استمرار اللعب في الدوري السعودي وكأس الملك أثناء اللعب في بطولة أمم آسيا، وهذا القرار الكارثي جعل أنصار المنتخب السعودي ينقسمون عليه، وحتى الآن لا نعلم ما هي الفائدة من استمرار الدوري في ظل المنافسات الآسيوية، اللاعبون تشتتوا، والجمهور السعودي انقسم، والمتابعة لم تكن دقيقة للمنتخب، والدعم لم يكن حسب المطلوب، وكل هذا من أجل قرار اتخذه شخص أو اتحاد لم يسعه إدراكه لما سيحدثه هذا القرار...!
هذه أهم ثلاثة أسباب حالياً جعلت من المنتخب السعودي يودع بطولة أمم آسيا، وهنالك أسباب أخرى دائماً يتحدث عنها الجميع مع كل خروج يخص المنتخب السعودي، مثل تعديل لوائح الاحتراف، والعدل والمساواة بين كل الأندية، واحتراف لاعبينا خارجياً.