عثمان أبوبكر مالي
غادر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بطولة كأس آسيا السابعة عشرة التي تستضيفها الشقيقة الإمارات، بعد خسارته أمام منتخب اليابان في دور(ثمن النهائي) بهدف واحد مقابل شيء، ورغم أن الهدف يصنف من أهداف (الأسُتروبيا) إلا أنه كان كافيًا ليخرج الأخضر من البطولة، ويحزم لاعبوه حقائبهم عائدين مبكرًا إلى (صراع) الدوري المحلي الذي ينتظرهم، حتى وإن كان بعضهم سيخلع قميصه الأساسي مع الأخضر ليرتدي قميص (دكة البدلاء) في فريقه!!
بالخروج المبكر المعتاد (مؤخرًا) أضاف الأخضر الكبير (فشلاً) جديدًا في البطولات الإقليمية والقارية التي يلعبها، وسيُدخل اتحاد الكرة السعودي (ملفًا) جديدًا إلى (دولاب الإخفاقات) في المشاركات الخارجية خلال السنوات الأخيرة على الصعيدين الإقليمي والقاري.
الدولاب ملئ ـ ولاشك ـ بالتقارير المختلفة والمنوعة عن الإخفاقات ومكتوبة بكل لغات العالم، التي دونها عديد من المدربين الذين تولوا مهام ومسؤوليات الإشراف على الأخضر في مشاركاته الآسيوية خلال السنوات الأخيرة وجميعهم من فئة المدربين الكبار (الخواجة) لذلك هي مكتوبة بكل لغات العالم (الحية) بدءًا من الإنجليزية مرورًا بالفرنسية والبرتغالية والألمانية والتشيكية والرومانية وانتهاءً بـ(الإسبانية) التي تعد اللغة (الأم) للمدير الفني للأخضر (الأرجنتيني) السيد خوان أنطونيو بيتزي، الذي درب المنتخب في البطولة الآسيوية السابعة عشرة (الحالية) ولا أدري أقول عن بيتزي المدرب الحالي أم الأخير(!!)
ملفات الفشل في دولاب (الإخفاقات الآسيوية) رغم سنوات عمرها الطويل إلا أنه لا يبدو أن السجلات التي تدون الأسباب تفتح أو تقرأ ليستفاد منها ومن الآراء الفنية والإدارية المكتوبة، التي تحمل في طياتها حتمًا بعض المسببات وكثيرًا من الحلول أو أهمها على الأقل، ولو فعلت اتحادات الكرة السابقة ذلك من قبل لتجاوزنا (الإخفاق الآسيوي) المتكرر منذ عام 2004م في البطولة التي أقيمت في الصين، التي كانت بداية الغياب عن نهائيات البطولة، بعد الحضور والثبات فيها خلال (خمس نسخ) متتالية، بدأت مع عام (خليل الزياني) في نسخة سنغافورة عام 1984م، وانتهت في عام (ناصر الجوهر) في نسخة بيروت عام 2000م، ولا شك أن نسخة شرق آسيا (لاحقًا) عام 2007م كانت استثناءَ.
الاتحاد السعودي لكرة القدم (الحالي) أكثر اتحاد مطالب بأن يكسر (باب) دولاب الإخفاقات الآسيوية ويخرج ويطلع على ما فيه من أسرار وملفات وآراء وحلول، ليخرج بحصيلة وقرارات ستكون مفصلية في قادم عمله ومستقبل المنتخب الوطني، إذا كان يريد أن يجعل من سجل المشاركة في أبو ظبي آخر الملفات التي تدخل الدولاب (العتيق) المنحوس!
كلام مشفر
« الأخضر السعودي الذي وصل إلى نهائيا آسيا ست مرات منها خمس مرات متتالية، حقق فيها لبطولة ثلاث مرات، هذه المرة الأولى التي يتخطى فيها دور المجموعات، ثم يخرج دون أن يصل إلى النهائي، وهذه تحسب ولا شك على الأخضر لاعبين ومدربًا.
« الاتحاد السعودي لكرة القدم (الحالي) اتحاد جديد مضى على تشكيله فقط قرابة 136 يومًا (انتخب في الثاني من أكتوبر 2018م) فهو اتحاد حديث جدًا، ولا يتحمل مسؤولية ما حدث في أبوظبي ولا يحسب عليه، لكنه مطالب بالاستفادة مما حدث وقد عايشه من قرب وأشرف على التحضيرات من الألف إلى الياء
« أتصور أن دولاب الإخفاقات الآسيوية يعلوه التراب (أكرم الله القارئ) بكميات كبيرة جدًا، ولو أراد اتحاد الكرة فتحة، لغطت العاصمة الحبيبة (موجة) من الغبار الكثيف، رغم ذلك الاتحاد مطالب بفتحه وقراءة ملفاته والاستفادة من الكم الهائل من (المسببات) التي يمكن التعلم والأخذ بها.
« بغض النظر عن عمل بيتزي ونتائج مباراتين خسرهما في آسيا من أربع مباريات، هناك آراء مختلفة حول استمراره مع الأخضر من عدمه، أغلبها آراء عاطفية لأن بعضها ينطلق من (اختياراته) وقائمته في البطولة وبعضها من فلسفة عمله وطريقة لعبه، وبعضها من خسارته مباراتين من أربع في البطولة، وأكثرها من الميول ومن استدعى ومن لم يستدع.
« الجهاز الإداري للمنتخب وأعضاء الاتحاد القريبين من المنتخب هم من على دراية وثيقة أو اطلاع ومن واقع حضور وقرب من المنتخب واللاعبين، وعمل بيتزي ومساعديه، وهو ما ننتظر أن يبني عليه الجهاز القرار المنتظر في استمراره من عدمه.
« الأخضر ليست لديه استحقاقات قريبة تنتظره، وبالتالي يملك الوقت ليعد لقادم الأيام ولفترة طويلة، أرجو أن يتم خلالها تجربة الاستقرار لوقت أطول مع بيتزي ومساعديه، ويفرض عليه وضع (خريطة طريق) للأخضر خلال الفترة المقبلة بمشاركة الأندية وتنفيذه وتحت إشراف رئيس الاتحاد شخصيًا.