خرج منتخبنا كالعادة من كأس آسيا بخفي حنين ويستمر الإخفاق ويستمر النقد واجترار الماضي والبكاء على اللبن المسكوب رغم أن (الجواب) كان بائنًا من عنوانه ، بكل أمانة ما زلنا نسير في اتجاه الارتجالية وندور في فلك الاجتهاد بحثاً عن معادلة النجاح وهذا بحد ذاته فشل لا يولد إلا فشلاً أكبر منه، من وجهة نظري إن المشكلة ليست في البحث عن خارطة الطريق ولكن في إيجاد من يرسم هذه الخارطة، ولكي نتجاوز هذه المعضلة نحتاج أن نكون منطقيين ونعترف بأن الواقع الحالي للكورة السعودية لا يمكن أن يذهب بنا بعيداً في عالم التنافس مهما كان التفاؤل ومهما كان الحماس، أنا شخصياً مؤمن بأن لكل مجتهد نصيب ومؤمن أيضاً بمقولة (من زرع حصد) ومن أجل ذلك لم أتوقع الكثير في آسيا ولن أبالغ لو قلت إننا كنا ننتظر معجزة ليحقق منتخبنا حلم العودة الآسيوية، هناك من يقول إن ثمانية الأجانب سبب في هذا الخروج وأنا أقول إخفاقاتنا بدأت مع نكسة الثمانية وما زلنا نتحدث عن البناء والتطوير والأكاديميات وأشياء أخرى بعيدة عن المنطق، ببساطة كل ما نحتاجه مجهودًا بسيطًا ومعايير تقييم وفرض آلية عمل على الأندية فيما يخص الاهتمام بالفئات السنية وتحفيز الأندية على الاهتمام باختيار الأطقم الفنية المناسبة لتلك الفئات، غياب رأس الحربة الصريح مؤشر على إهمال كبير في بناء القاعدة وفي المستقبل القريب سنتحدث عن غياب الحارس الأمين الذي يمكن أن يكون نصف الفريق، (الأندية ثم الأندية) هي الأساس وإذا كان الأساس (مضروب) فعلى المنتخب السلام. نعم كان بالإمكان أفضل مما كان لو تخلصنا واقع المجاملات في إسناد المهام لأصحاب الإمكانات المحدودة وإهمال قدرات كبيرة تملك القدرة والإمكانات لتطوير منظومة كرة القدم.
نقاط متفرقة
* موضوع خالد الغامدي وطريقة التعاطي معه يعكس واقع الاحتراف دون رتوش، (قال لي وقلت له) سوالف استراحة وكأننا نعيش أيام الملاعب الترابية!!! تسأل عن الحال هذا هو حال الاحتراف وملايينه!
* بصراحة الهلال ليس الهلال الذي نعرفه رغم أنه يفوز ويفوز ولكن بمستويات هزيلة، عموماً الهلال بحاجة ملحة لمتوسط دفاع وصانع لعب من نوعية التايب وكماتشو ورأس حربة صريح نخب أول أكرر نخب أول وعندها سنرى الهلال الذي نعرفه وغير كذا فالموضوع بقضه وقضيضه مضيعة وقت إدارة الهلال، بصراحة الأسماء الموجودة لن تستطيع أخذ الهلال بعيداً في آسيا.
** **
- فهد المطيويع