الوطن هذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان، وينتمي إليها، ويملكها، ونسيج العلاقات التي تربط أبناءه ببعضهم البعض، له مكانةٌ في قلب صاحبه وساكنه الذي ينتمي إليه، ومن مقتضيات هذا الانتماء بناؤه، وتطويره، والدفاع عنه بكل طريقةٍ ممكنةٍ، فللانتماء إلى الوطن مظاهر، ومقومات، ونتائج، ولعدم الانتماء الحقيقي للوطن مخاطرُ وسلبيات. ولاشك أن للانتماء الوطني مظاهر ومنها:
- حبه والشوق إليه دائماً، وهذا شعورٌ يلمع في قلب صاحبه، كلما تعرض الوطن لأذى أو عدوان، وكلما تغرّب صاحبه عن الوطن، سواءً كان تغرّباً قهرياً، أو طوعياً.
- محبة أهله، وخدمتهم، والتضحية من أجلهم.
- المحافظة على نظافته وبيئته، وهذا يعكس الانتماء الحقيقي للوطن، وأهله. تطوير مرافقه، ومؤسساته، ودعمها.
- تطوير اقتصاده ودعمه، فيقدم المنتج الوطني على غيره، إن كان له بديل وطني.
- تشجير أرضه وزراعتها، وهذا يعكس مظهراً حضارياً، متقدماً في حب الوطن.
- الدفاع عنه والتضحية من أجله. كما أن للانتماء الحقيقي للوطن نتائج منها:
- ازدهار الوطن، ونهضته، حيث يصبح الوطن مزدهراً، ونامياً، وناهضاً في شتى المجالات.
- ترابط مجتمعه وتماسكه، وذلك بشبكة العلاقات القويّة التي تربط أبناءه بعضهم ببعض.
- علو مكانته بين الأمم، والأوطان، والشعوب.
- ريادته في شتى المجالات، وهذه مرحلة متقدمة في النهضة، وتفوقها، حيث يصبح الوطن فيها رائداً للأمم والشعوب في شتى المجالات.
- هيبته وهيبة أهله، حيث يخشى الأعداء من الاقتراب منهن أو الطمع في أرضه، وثرواته؛ لعمق انتماء أبنائه به، حيث إنّ من مقتضيات الانتماء، الدفاع عنه، والتضحية من أجله. وأخيرا لعدم الانتماء للوطن مخاطر ومنها:
- تخلفه، وتأخره في شتى المجالات التعليميّة، والسياسيّة، والاقتصادية، والاجتماعية، وبالتالي تفكك علاقاته، وانهياره.
- تفكك الروابط بين أبنائه، وهذه نتيجة لازمة، لتسمم العلاقات الاجتماعية بين أبنائه.
- يصبح محطةً لأنظار الطامعين، والغزاة؛ لضعف جبهته الداخلية، وانعدام رابط الانتماء إليه بين أبنائه، وتغليب المصلحة الذاتية الخاصة على المصلحة الوطنيّة العامّة.
- يصبح في ذيل الأمم والشعوب، ويعتمد على غيره في شتى المجالات.
- لا يملك قراره، ويساوم على مبادئه، فتصبح أي خدمةٍ تقدم له ولأبنائه رهينةً بثمنٍ قاسٍ يتنازل فيه عن القيم والمبادئ والثوابت، وفي هذا خسارةٌ عظيمة لا تقدّر بثمنٍ.