خطيب الجمعة، شخصية اجتماعية ودينية مؤثِّرة، وذلك نتيجة طبيعية للرسالة العظيمة والدور الاجتماعي الكبير الذي يؤديه الخطيب، من خلال هذا المنبر الذي تبث منه رسالة أسبوعية، رسالة تستمد قوتها من كونها جزءاً من شعيرة من شعائر هذا الدين العظيم، ومن هنا أضحت ركناً أساساً في عملية التنوير الذي يقود في نهاية المطاف إلى التغيير، تغيير للوعي الجمعي وارتقاء به إلى الأجمل والأفضل بطريقة إيجابية وفاعلة.
والمتأمل في حال منابرنا الحاضرة يلحظ ضعف تأثيرها وافتقادها لما كانت تتمتع به من قوة تأثير وبريق، «وكم من عامي تبنى حكماً شرعياً لا يقبل المناقشة فيه بناءً على حكاية سمعها من خطيب غير متمكن»، وكم من أحاديث غير صحيحة يتم ترديدها بناءً على سماع لها من خلال بعض الأئمة المجتهدين»، والمجال ليس مجال لوم لهذا الخطيب أو ذاك، فكثرة عدد الخطباء واختلاف مستوياتهم، يجعل ورود مثل الأخطاء من الأمور المتوقَّعة في أي وقت. كما أن مشاغل الحياة وتباعد المسافات صعَّب من إمكانية استفادة الخطباء من مصادر المعلومات المتوافرة.
وخصوصاً مع تنوع المتلقين واختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم، وسعي الخطيب في الاجتهاد لتغطية موضوعات شتى يكون معظمها بعيداً عن مدار اهتماماته وتخصصه، وهنا تبرز الحاجة الملحة للأخذ بيد مثل هؤلاء الخطباء، ليكون تأثيرهم أكبر من خلال جعل خطبهم وثيقة الصلة باهتمامات مجتمعهم وجعلهم على اطلاع دائم بما يدور حوله.
ولن يتأتى لهم ذلك إلا بالاطلاع من خلال مصادر تعينهم ليكونوا ينبوعاً متدفقاً بالمعلومات الموثقة والصحيحة.
ومن هنا فإن على وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أن تسعى جاهدة للاستفادة من معطيات العصر المتمثّلة في وسائل الاتصال المختلفة وبخاصة الإنترنت لإيجاد تواصل مع الخطباء يعينهم على تطوير أنفسهم وزيادة فاعلية ما يقدّمونه من خطب ومواعظ.
فماذا لو استحدثت الوزارة إدارة خاصة أو مركزاً للمعلومات تكون مهامها مركزة على تلبية طلبات الخطباء بتزويدهم بمعلومات حول موضوعات خطبهم المستقبلية، ويمكن أن يكون التواصل بين هذه الإدارة والخطباء عبر الإنترنت، حينها سنسهل على الخطيب أمر جمع المعلومات من جهة، وسنضمن من جهة أخرى صحة وموثوقية المعلومات التي ستصل للخطيب، ويمكن لهذه الإدارة أن تنسق مع بعض المكتبات ومراكز المعلومات ذات الخبرات المتراكمة كمركز الملك فيصل للبحوث، أو مكتبة الملك فهد الوطنية لتنفيذ هذا المشروع.
** **
Salehn36@gmail.com