كان وجود قطارات سريعة وآمنة وراقية بين مدن مناطق المملكة حلمًا يراود كل مواطن كلما زار بلدًا متقدمًا، ورأى كيف تتوافر لديهم قطارات حديثة تسير كالجداول بين أجزاء أوطانهم.
والآن - والحمد لله - صار هذا الحلم رؤية بوطننا لا رواية على ألسنتنا، وعلى عقول وأيد وطنية، تديره وتعمل به.
وها هو أغلى قطار يسير بين أقدس مدينتين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) ناقلاً برحلات «نورانية» قاصدي البيتَيْن بكل راحة وطمأنينة.
وها هو «قطار الشمال» الذي يمتد من الرياض إلى سدير إلى القصيم إلى الشمال مخترقًا أجزاء كبيرة من بلادنا، ومهيئًا رحلات منتظمة على قطارات راقية بين هذه المناطق.
* * *
ولأننا نتطلع إلى أن تحقق هذه القطارات أهدافها بتوفير مثل هذا النقل الراقي لكل المناطق التي يمر بها، وإلا فإنه يظل ناقصًا غير وافٍ بتحقيق أهدافه.. فلقد تواصل معي عدد من أبناء منطقة القصيم للكتابة عن عدم استفادة كثير من سكان المنطقة من استخدام القطار؛ وذلك بسبب نأي «محطة القطار» عن أغلب أجزاء منطقة القصيم؛ إذ الوصول يتطلب سفرًا قبل السفر بالقطار؛ إذ تتجاوز مسافة المحطة عن أغلب محافظات القصيم أكثر من 120 كيلو.
وهذه هي الإحصائية بالأرقام، أضعها أمام هيئة النقل العام وشركة «سار»؛ لترى المسافات الطويلة بين محطة القطار وأجزاء المنطقة، بما فيها كبرى مدن القصيم الثلاث (مدينة بريدة/ محافظة عنيزة/ محافظة الرس).
- من الرس إلى محطة قطار القصيم 128 كلم.
- ومن بريدة 43 كلم.
- ومن عنيزة 83 كلم.
- ومن المذنب 110كلم.
- ومن البكيرية 86 كلم.
- ومن عيون الجواء 85 كلم.
- ومن الشماسية 72 كلم.
- ومن البدائع 101 كلم.
* * *
إن وجود هذه المساحات الشاسعة بين محطة القطار ومدن القصيم قلص من استخدامه كوسيلة للسفر من المنطقة؛ وبالتالي أضحى لا يحقق هدفه ليكون وسيلة نقل مغرية وسريعة، وفضلاً عن ذلك يقلل من جدواه الاقتصادية عندما يتضاءل عدد مستخدميه.
والحل ليس عسيرًا ولا صعبًا، وبخاصة إذا عرفنا أن المشروع بطريقه للتخصيص، وأي تطوير أو استثمار فيه يجعله يسترد ما أنفق عليه، ويحقق الأرباح وفق رؤية 2030 التي من أهم أهدافها إشراك القطاع الخاص بالتنمية.
* * *
إنَّ الحل هو بإيجاد محطة ثانية بموقع متوسط بين أجزاء القصيم، وهي جاهزة بالأرض المطلوبة، وموجودة بموقع استراتيجي بجانب مطار الأمير نايف بالقصيم والجامعة وبترومين والمعهد العسكري البري وغيرها، ألا وهي «منطقة المليدا» المتوسط موقعها بالمنطقة. وقد أفادني أحد أبناء المنطقة الخبيرين بها بأن المسار الذي ستمتد منه سكة القطار من المحطة الحالية إلى المحطة الجديدة قصير، لا يحتاج إلى نزع ملكيات حتى يصل إلى موقع المحطة الجديدة بجانب المطار، ثم يتجه منها لحائل عبر المسار الحالي.
إن إقامة هذه المحطة هو موضع اهتمام سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن مشعل من واقع حرصه المستمر وجهوده المشهودة في كل ما يخدم المنطقة وسكانها وتطورها.
* * *
وبعد: إن وجود مثل هذه المحطة سيخدم كل أهالي المنطقة، وسيجعل العائد الاقتصادي مضاعفًا.
أضع هذا المطلب الذي يحمل مقترحًا منطقيًّا أمام معالي رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام د. نبيل العامودي، وأمام رئيس الهيئة د. رميح الرميح؛ وذلك للمبادرة بدراسته؛ ليتم إقراره وتنفيذه لخدمة أهالي هذه المنطقة التي هي من أهم مناطق القصيم زراعيًّا وتجاريًّا، ومن أكثرها سكانًا وحركة اقتصادية دائمة.
** **
- عضو مجلس الشورى السابق