خالد بن حمد المالك
انطلاقًا من قناعة وزير الخدمة المدنية سليمان الحمدان بأهمية أن تكون هناك شراكة للوزارة مع الإعلاميين، وإيمانه بأهمية الإعلام بوصفه وسيلة فاعلة في تحقيق أي رؤية مستهدفة، وتشديده على الشفافية التي - كما يقول - تمثل بابًا واسعًا لتدارك المعوقات، ومواصلة النجاحات، وجَّه الدعوة للإعلاميين لأول لقاء سنوي يعقده مع الإعلاميين، وأعلن أنه سيتكرر كل عام، معلنًا في دعوته أن الغرض من هذا اللقاء تحقيق الأهداف المرسومة في رؤية المملكة 2030.
* *
لم تكُنْ - بنظري - الدعوة شكلية على غرار ما هو معتاد، وإنما تضمنت تفاصيل عن محاور اللقاء، من التعريف بالخطط الطموحة لدى الوزارة، إلى التوجُّه نحو خلق بيئة عمل حكومية منتجة، والتعرُّف على مسيرة العمل الجادة لتحقيق مشروعات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بالوزارة، كما تُيسِّر للوزارة قياس نبض المجتمع الوظيفي، والاطلاع على الرؤية النافذة لمسيرة العمل، والرؤى البناءة الهادفة لمزيد من التطوير عبر مؤشرات إعلامية فاعلة.
* *
ما سبق ليس من عندي؛ هي أفكار معالي الوزير الحمدان قبل انعقاد اللقاء في رسالة الدعوة التي تلقيتها منه هاتفيًّا؛ لأكون ضمن الزملاء الإعلاميين في الاستماع إلى الجديد الذي جدَّ بعد توليه حقيبة وزارة الخدمة المدنية. وهو بهذا خرج من الدعوات التقليدية المألوفة والمعتادة عندما تكون هناك مناسبة، ويراد من الإعلاميين أن يتفاعلوا معها، فيأتون إليها دون أن تكون لديهم معرفة مسبقة عن طبيعة اللقاء أو المؤتمر؛ فيكون التحضير للأسئلة والمداخلات والمشاركات متواضعًا، أو بعيدًا عن التهيئة للتناول المطلوب.
* *
لهذا كان اهتمامي بالأسلوب المتميز المبتكر في دعوة الوزير كبيرًا، بقدر تثميني عاليًا فكرة أن يكون للوزارة لقاء سنوي مفتوح، خاصة بعد تأكيدها أنه سوف يتميز بالوضوح والشفافية، ومواجهة الإعلاميين، وتقبُّل أسئلتهم واستفساراتهم ومداخلاتهم بصدر رحب. والمهم - أقولها للوزير- الإفادة من آرائهم التي يفترض أنها تمثل نبض المواطنين ممن هم على رأس العمل الحكومي، أو أولئك الذين يبحثون عن فرصة وظيفية في قطاع الدولة، خاصة أن هناك شكوى من محدودية الفرص الوظيفية ليس في القطاع الحكومي، وإنما أيضًا في القطاع الخاص.
* *
ما يجب أن نقوله للوزير الحمدان الذي نقدر له اهتمامه وحرصه على مواجهة الإعلاميين، وعلى المستوى الذي كان عليه اللقاء، من حيث التنظيم، وكثافة الحضور، والشجاعة التي تحلى بها الوزير وهو يرد على أسئلة الإعلاميين، ومن قبل وهو يواجههم في بدء اللقاء، بكشف الكثير من التحديات والمعوقات التي تواجهها الوزارة، وقد بدأ في تمرير الحلول لها من خلال تطوير وتحسين الأنظمة داخل هذا الجهاز الحكومي المهم الذي مرَّ بمراحل وتغييرات كثيرة، ولكن أنظمته ظل يغطيها الغبار على مدى عقود من الزمن؛ بسبب تردُّد المسؤولين في إحداث لمسات تغيير حقيقية وفاعلة، وليست شكلية أو نمطية؛ إذ يرى من كان يتابع عمل الوزارة أنها كانت تغييرات لا تفتح الطريق نحو آفاق أفضل لخدمة الوظيفة والموظف بأفكار جديدة.. أما اليوم فيبدو أننا أمام عهد جديد لإصلاح وتحسين الأداء في هذا القطاع المهم.
** **
يتبع