«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
يعد «الملواح» أو «الدعو» أهم وسيلة لتدريب الصقور وإكسابها اللياقة المطلوبة في الصيد، وتأتي لفظة «الملواح» من التلويح، أي الإشارة من أجل النداء ولفت الانتباه.
ويستخدم في عملية الملواح ريش جناح بعض الطرائد المحببة لدى الصقور لجذبه، مثل طائر الحبارة والكروان أو البط، ويقوم صاحب الصقر بتحريك الملواح في الهواء لدعوة الصقر إليه، ويستمر بالتلويح به مرات عديدة وتدريجية، حتى يراه الصقر من بعيد فينقض عليه عائداً، بينما تختلف طريقة كل صقر في الطيران حول الصقار وملواحه.
وتتم عملية الملواح في الخلاء الواسع، وفيها يُدرب الصقر على الصيد، حيث يُربط سبوقه بخيط طوله من 10 إلى 20 متراً، والسبوق قطعة من الجلد تلتف حول رجل الصقر لتقييده، ويحتاج الصقار إلى شخص آخر يساعده في التدريب، وذلك بأن يقف المساعد أمام الطير بمسافة لا تتجاوز 20 متراً، ولا تقل عن 10 أمتار، ويكون لديه الملواح وعليها قطعة من اللحم، عندها يدعو القناص الطير باسمه، وبالأصوات التي اعتاد الطير سماعها عند أكله، حتى ينقض الصقر على الملواح اعتقاداً منه أنه فريسته.
وبعد أن يكرر الصقار تدريب طائره مرات عدة، يخرج به للبر حتى يختبره، ويختبر ردة فعله عند رؤية فريسة حقيقية، فيبدأ الصقار بالبحث عن الطيور التي اعتاد الصقر أكلها كالحباري والكروان، ليرى مدى استجابة صقره للصيد، ومدى اعتياده على ملواحه ودعوه، وهو ما يجعل الصقر يعود لصاحبه بمجرد سماع صوته أو رؤية ملواحه، وهو ما يحمي الصقر أيضاً من الفقدان، حيث يتحرى صوت صاحبه عندما يدعوه من بعيد، ليعود مسرعاً إلى «دس» صاحبه، أو إلى «وكرته».