م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
في دراسة أعدها باحث غربي اسمه «ستيفان لاكروا» عن الصحوة ونشرها عام (2012م) في كتاب باسم (زمن الصحوة: الحركات الإسلامية في السعودية) قدَّم واحدة من أفضل الدراسات والبحوث الميدانية عن الصحوة.. وهذه أبرز آرائه فيها:
1. لم تواجه الصحوة في مطلع صعودها نظاماً علمانياً إنما نظام قائم منذ توحيده على الدين كتشريع.
2. بدأت الصحوة في السعودية كحركة إسلامية (مستوردة).. فالذي وضع الأسس الممكنة لها في مناهج التعليم ووسائل الإعلام وبرامج ومناشط التجمعات الشبابية هم الإخوان المسلمون.
3. الصحوة السعودية لم تولد من رحم قضايا المجتمع المحلية لهذا تم إسقاطها على واقع مخالف لواقع المجتمع المحلي.. فلا وجود لعدو محلي.. ولهذا فقد تم وصف شباب الصحوة بأنهم «المتمردون من دون قضية».
4. التأسيس للصحوة بدأه الإخوان منذ مطلع الستينيات الميلادية من القرن الماضي.. من خلال دروس الثقافة الإسلامية في الجامعات، والمراكز الصيفية، والمخيمات الصحراوية، ومراكز تحفيظ القرآن، والجمعيات الدعوية، والمناشط المدرسية، وجماعات المكتبات في المدارس والمساجد.. وثماني حصص دراسية في الأسبوع لكافة المراحل الدراسية.
5. تميز بعد ذلك الحقل الإسلامي السعودي بأنه (يصدر) خطابه من خلال الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ورابطة الشباب الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي والهيئات والجمعيات الخيرية والدعوية والإغاثية.
6. ورغم تقاطع مدرستي السلفية النجدية والإخوانية إلا أن ذلك جعل منهما عنصرين متكاملين.. وتكاتفوا في وضع الأساس لبروز حركة الصحوة عبر النظام التعليمي.. وبذلك فإن الصحوة تعتبر مزيجاً بين السلفية النجدية والإخوانية.
7. حرصت الصحوة على مجاملة المؤسسة الدينية.. لذلك امتنع شيوخها عن الإفتاء ويرجعون إلى هيئة كبار العلماء في المسائل الفقهية.. كما أنهم لا يسمون أنفسهم علماء، بل دعاة.. ولا يقدّمون أنفسهم أنهم يأتون بفكر جديد.. إنما استعادة لفكر السلف الصالح.. ويرون أنفسهم أنهم مكملون للمؤسسة الدينية وليسوا منافسين لها أو بديلاً عنها.. وبذلك فهم لم يحافظوا على مقام المؤسسة الدينية فقط إنما منحوها أيضاً جزءاً من نجاحهم.