د. محمد عبدالله العوين
أثار حديث من نسب نفسه إلى حزب تكفيري في لندن أدلى به إلى محطة حوثية موالية لإيران عن زميله الآبق الذي يزعم - زوراً - أنه « إصلاحي» ولقب نفسه بلقب رمزي؛ أثار موجة عالية من السخرية الأليمة المرة بمن يسمون أنفسهم «معارضة» وفي المقابل يقيناً آخر عند أبناء هذا الوطن العظيم من الثقة المطلقة بقيادته الكريمة إلا من شذ وانحرف وضل واستقطبه الأعداء، وافتخارهم بإنجازاته ومتانة بنائه وصدق توجهه ونبل غاياته.
تجلت هذه المشاعر في ما كتبه الوطنيون من تغريدات ساخرة متهكمة، وأخرى متعجبة مستنكرة، وثالثة متشدّدة في نكيرها على الآبقين خيانتهم وارتماءهم في أحضان كل من أراد شراً بالوطن من عجم وإفرنج وعرب كما هو شأن القذافي قديماً ونظام الحمدين حديثاً.
لقد صرح التكفيري المنشق عن زميله الآبق الإصلاحي المدعي أنه سعودي - وليس كذلك - بأن زميله هو صاحب الاسم الرمزي، وأنه يعلم ذلك تمام العلم بالوثائق من مكتبه وممن حوله ممن يدور معه في دائرته المظلمة.
لندعهما في بحر خيانتهما وفي المستنقع الآسن الذي اختاراه وفي نتن العمالة لأعداء الوطن التي تسربلا بها؛ فلا يضيرنا النهيق ولا يزعجنا النقيق ولا يفت في عضدنا الادعاء ولا يوقف مسيرتنا الكذب والافتراء.
لكن ما يوقفنا للتأمل عند حديث «كب العشاء» هذا تأكيد المعاني الوطنية والأخلاقية السامية وإبرازها وإظهارها لنفر قليل ربما تلاعب بعقولهم كثافة ما تقيأته الحثالة الخائنة الآبقة.
يوهم الناس من تلقب بلقب رمزي أنه شخصية كبيرة عليمة نافذة مطلعة على خبايا الأمور، وأن لديه من المعارف والأصدقاء والمعاونين من يمده بالأكاذيب التي يروّجها؛ بينما يعلم المواطنون قبل حديث هذا التكفيري الحزبي وكبه عشاء زميله بعد أكثر من ربع قرن على انشقاقهما عن بعضهما أن هذا المنتحل لقباً رمزياً ليس شخصية كبيرة نافذة كما يروّج، وليس «واصلاً» كما يزعم، ولا يملك مصادر متمكنة من الوصول إلى الأخبار والأسرار كما يدعي؛ بل هو نفسه بشحمه ولحمه وضميره الخائن الذي أنكر ولاءه للوطن ولقيادته مع زميله التكفيري في وقت متقارب قبل أكثر من ربع قرن، ثم التجآ إلى دولة «التآمر» كما سماها التكفيري في حديثه، وأنه التقى من الإنجليز من ساعده على تفعيل مخطط تآمره مع زميله ومنحه التسهيلات اللازمة للبدء سريعاً في الإعلان عن نفسيهما وتنفيذ المخطط الذي احتضنته بريطانيا كأداة ضغط ولإثارة الفوضى والتوتر والاضطراب في المنطقة، وهو ما حدث تدميراً وخراباً في المنطقة العربية لاحقاً في ما سُمي كذباً بـ «الربيع العربي».
ليس كل مجتهد مصلحاً؛ بل إن بعض الاجتهاد خيانة، وليس كل من اجتمع باثنين ورفع لافتة « إصلاحية» مزعومة على قلب رجل واحد؛ بل ينطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى:{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} كل واحد منهم يكيد للثاني ويلعنه في السر حيناً وفي العلن حيناً آخر ويبكي على اليوم الذي سوَّلت له نفسه فيه اقتراف خطيئة الخيانة التي لا توبة بعدها إلا بالتطهّر في تراب الوطن والتمرّغ به سبع مرات وإعلان الولاء والطاعة والإذعان لقيادته ومنهجه ورسالته.