فهد بن جليد
كتبت هنا (مقالاً سابقاً) أدعو فيه إلى إعادة فهم دور ومهمة (المُضيفة الجوية) وتصحيح نظرة البعض تجاهها, قبل سماع الدعوات لتوطين هذه الوظيفة -آنذاك- اليوم ومع تأهب (طيران ناس) الناقل الوطني لإطلاق أول رحلة طيران تعمل فيها مُضيفات سعوديات, أعيدُ طرح هذا التساؤل مرة أخرى: هل نجحنا في تصحيح مفهوم هذه المهنة بالشكل المطلوب؟ أم أنَّ (طيران ناس) سيدفع وحده ثمن وردة فعل هذه التجربة, لأنَّه تحلى بالشجاعة اللازمة من بين الناقلين الوطنيين الآخرين, وقدم هذه الفُرص الوظيفية لبنات الوطن وفق ضوابط وآليات مرنة وخاصة, تُساعد المُضيفات على التكيف مع هذه المهنة للقيام بواجباتهنَّ الوظيفية دون مُخالفة التعاليم الدينية والتقاليد المُجتمعية, أو التأثير على مسؤولياتهن الأسرية والاجتماعية, انطلاقاً من مسؤوليته كناقل وطني في توفير الفُرص الوظيفية للمواطنين السعوديين من الجنسين.
المُسافرون في الغالب -من جميع الثقافات- هم بين حالتين, نظرة تفسيرات خاطئة لتعاملها اللطيف مع الركاب, وابتسامتها التي تُعتبر جزءاً من البشاشة والطمأنينة التي يجب أن تبعثها أثناء الرحلة, وبين تعامل فجّ وخاطئ على اعتبار أنَّ المُضيفة (نادلة جوية) وعليها تلبية الطلبات بسرعة.. (راجع مقالي في 13 سبتمبر 2016 بعنوان تتزوجيني؟!) باعتبارها أسوأ عبارة يمكن أن تسمعها المُضيفة الجوية بحسب سيدني بيارل مؤلفة كتاب (أسوأ عبارات تسمعها المُضيفة), أدوار المُضيفة في الطائرة -مع زميلها المُضيف- أبعد من مُجرَّد خدمة الجُلاَّس في المقاعد في النظرة الضيقة, فعندما تكون على قدر كبير من التأهيل والتدريب للتعامل مع مُختلف الظروف بذكاء وهدوء وخبرة, ستكون عنواناً لنجاح أي رحلة برفعها شعار العطاء والتفاهم والبشاشة والسلاسة في التعامل في مُختلف ظروف الطيران (انظر مقالي في 17 أبريل 2016 بعنوان مطبات هوائية).
سيحفظ التاريخ أنَّ أولَّ مُضيفة سعودية عملت على متن (طيران ناس), ضمن برنامج توطين عمل المرأة السعودية في برنامج الضيافة الجوية وبرنامج طياري المُستقبل, مهمة شاقة وطريق وعرّ, فهي ليست فُسحة أو رحلة استجمام كما يصورها البعض في أحلامهم, (مُعادلة ونظرة) ستتغير حتماً بتفوق وطموح وإصرار بناتنا وثقتهنَّ في أنفسهنَّ, وتحمل المسؤولية الكاملة من (ناقل وطني) يستحق الشكر والإشادة لأنَّه حاز على قَصَب السّبق.
وعلى دروب الخير نلتقي.