فوزية الجار الله
أولاً:
يقال ليس أسهل من تصعيد الأمنيات عبر الكلمات..
إما نقشاً ورسماً وإما كتابة وحداء وإما شعراً وحداء وإما.. صراخاً..
لكن حين لا يكون القرار الفعال في متناول يدك فلابد مما ليس منه بد، لابد من الكتابة حول الأمنيات وتتويجها (قبلاً وبعداً) بزهور التفاؤل والأمل بأن يتحقق على يدي من يملك القدرة على تحقيقها، بعد توفيق الله وبعد إزالة العقبات إن كان ثمة عقبات..
الفضل لله ثم لقيادتنا الحكيمة التي وضعت قرار قيادة السيارة للمرأة موضع التنفيذ بعد طول انتظار، ياللسعادة!
ثمة فرح غامر اجتاح قلوب الكثير من النساء خاصة أؤلئك اللاتي عانين الأمرين بسبب غيابه.. لكن هذا الفرح لم يكتمل بعد بسبب قلة مدارس تعليم القيادة للمرأة فعلى سبيل المثال، على حد علمي، في مدينة الرياض/ العاصمة لايوجد سوى جامعة الأميرة نورة التي تصطف أمام بواباتها عشرات النساء من طالبات تعليم القيادة..
حين توجهت إليها مؤخراً، أخبرت الموظفة بأنني قد سجلت اسمي لديهم منذ أكثر من شهرين، أجابتني دون أن تسألني عن أي إثبات لهويتي أو أية أوراق قائلة: عليك الانتظار حتى تصلك رسالة وقبل أن أجيب بالموافقة، أضافت الموظفة بأن الرسالة ومن ثم موعد التدريب قد لا تصلني سوى بعد عام كامل!! وقد أفادتني صديقة في المنطقة الشرقية بأن أمراً مشابهاً حدث معها في المنطقة الشرقية، إذ إن موعدها لدى مركز تعليم القيادة للنساء لديهم لن يتم قبل عام بأكمله ! وهذا أمر يثير الدهشة والعجب.. أتمنى على إدارة المرور في كل منطقة أو على الجهة المختصة أن تنظر في هذه القضية بعين الاهتمام فأعداد النساء الراغبات في تعلم القيادة هائلة وهذا يجعل من إنشاء مراكز أكثر لتعليم النساء أمراً حتمياً لابد منه كي لا تعتمد النساء على جهودهن الذاتية في التعلم وبالتالي قد نواجه أخطاء وحوادث قاتلة.
ثانياً:
المال ليس هدفي ولا مبتغاي ولا منتهى أملي فهو زائل لا محالة!
غالباً نسمع عبارات مثل تلك أو ما يشابهها بشكل أو آخر من كتّاب وأدباء وفنانين مخلصين لعملهم وإنتاجهم الإبداعي فنرى على سبيل المثال أحدهم يتشبث بلوحاته الفنية إلى درجة الاحتفاظ بها سنوات طويلة فهي للعرض وليست للبيع.. وآخرون يكتبون لا يهمهم رضى القارئ بقدر اهتمامهم بأن يصرحوا بالحقائق وبالواقع كما هو دونما تردد أو خوف، لكن في المقابل ثمة حقيقة لابد من الاعتراف بها فالمال كان ولا يزال يمثل عاملاً هاماً مساعداً لأجل حياة كريمة والكاتب والفنان وصاحب الإبداع أياً كان هو إنسان مثل غيره من أبناء البشر وليس كائناً خرافياً خفياً يحيا كيفما اتفق، لذا من الطبيعي جداً أن يكون للعمل الإبداعي مقابل مادي وحين يطالب المبدعون بذلك فهذا لا يمثل حياداً عن المثالية وإنما إقرار بالواقع والإنسانية.