منصور ابراهيم الدخيل
كانت تراودني فكرة الكتابة عن سموه - رحمه الله - في حياته ولاسيما عندما التقيت به في ورشة العمل التدريبية في المجلس العربي للطفولة والتنمية الذي يدعمه وبرأس مجلس إدارته، ولكن قد تكون ظروفي وتقصيري من أسباب ذلك، وبعد ما علمت بخبر وفاته - رحمه الله - تذكرت تلك الورشة وفعالياتها التي أُقيمت سنة 1996م.
ومن أهدافها:
تدريب الكوادر العربية المرشحة من دولها على كيفية استخدام الشبكة التي تعنى بالمعلومات التي تخدم الطفل في الوطن العربي، وقد استقطبت هذه الورشة كبار المتخصصين في التوثيق في الوطن العربي والحاسب الآلي، وقد استمرت هذه الورشه أكثر من أسبوعين تخللها الكثير من المحاضرات واللقاءات التي يحرص سموه على حضورها، وأذكر في إحدى هذه اللقاءات عندما طلب من المشاركين التعريف بأسمائهم والمنظمات والدول التي يمثلونها علمًا بأنه يعرفهم ولكن من باب إكرامهم والاحتفاء بهم، وعندما أتى الدور عليَّ عرفت بنفسي والجهة التي أمثلها وقلت له أنا من مكتب التربية العربي لدول الخليج، فرحَّب بي ووجَّه لي سؤالاً، وقال: لماذا اسم المكتب فيه كلمة الخليج، يفترض نكتفي بالعربي؟
فأجبت سموه وقلت له باعتبار دول الخليج هي الراعية والداعمة له، أما أعماله فموجهة إلى خدمة التربية والثقافة العربية والإسلامية، واستشهدت ببعض الإصدارات والداراسات والأبحاث التي قام بها المكتب، وكان رده: أحسنت يا ابني العزيز. وقد أثنى جميع المشاركين على مداخلات سموه، والوقت الطويل الذي يمضيه مع المشاركين، وكان متابعًا دقيقًا مع المشرفين على هذه الورشة يسألهم عن كل صغيرة وكبيرة ولم يقتصر على ذلك فقد تكفل سموه بوجبة الإفطار والغداء طيلة مدة هذه الورشة، إضافة إلى مكافأة مجزية لجميع المشاركين، وكانت هذه الورشة من أهم الورش التي أقيمت في ذلك الوقت باعتبار شبكة الإنترنت في بداية تأسيسها.
لا شك أن المجلس العربي للطفولة الذي يرأسه سموه لديه استشراف للمستقبل والدليل عمله لهذه الورشة التدريبية التي ساهمت في تأهيل وتدريب الكوادر العربية التي استفادت بعد انتشار شبكة الإنترنت، فالأمير طلال - رحمه الله - ليست أعماله مقتصرة على المجلس العربي للطفولة، فهنالك على سبيل المثال لا الحصر الكثير من المنظمات والجمعيات التي كان يشرف عليها وهي:
رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة, رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة, المبعوث الخاص لليونيسف, الرئيس الفخري لجمعية إبصار الخيرية للتأهيل, وخدمة الإعاقة البصرية. وقبل هذا وذاك المناصب القيادية التي تقلدها في الدولة في فترات سابقة ومن أهمها وزارة المواصلات والمالية.
رحمك الله أيها الأمير الغالي وأسكنك فسيح جناته وألهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين والأسرة المالكة الكريمة الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.