لم يكن الخبر ساراً عندما تلقيت مكالمة هاتفية من أخي وصديقي «أبو بدر» بوفاة العم والصديق «أبو فيصل» فقد كانت صدمة هزت مشاعري ومشاعر الغير من محبيه وأسرته جميعاً لكن تذكرت قول الله -عزّ وجلّ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}؛ عندئذٍ هانت المصيبة.. فأبو فيصل -رحمه الله- معروف بحب التواصل والمعرفة ويتحلى بالأخلاق الطيبة التي يتصف بها؛ فأحبه الكثير من أقربائه ومن جاوره وعرفه، نظراً لما يبذله نحو ربعه وأصدقائه ومعارفه من محبة وتقدير للجميع بنفس مطمئنة لا تضمر حقداً على أحد.. فكان يتصل في بعض الأحيان بي هاتفياً ليستفسر عني وعن أسرتي الكبيرة والصغيرة. وللفقيد أثر ووقع لا يضاهيه شعور، لا سيما إذا كان الفقيد ذا تأثير واضح في مجتمعه ومن حوله.
فأبو فيصل عم وصديق ترك في نفسي الكثير من الألم، تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من الناس حبيباً للجلاس لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع واحترموك.. فكان لا يغيب عن الواجب وكان يؤديه بحالته المرضية التي لا تساعده ويتواجد بالكثير في المناسبات، وهكذا هم الرجال يموتون، وتبقى ذكراهم بمجتمعاتنا أمثال «أبو فيصل» الذي لا يغيب ذكره.. لقد رحل أبو فيصل عن هذه الدنيا أسوة بمن كتب الله عليهم الرحيل صابراً محتسباً.
وعبر هذه الأسطر المتواضعة وبواسطة «جريدة الجزيرة» المفضلة لي أشاطر أسرته وأبناءه وعلى رأسهم أخي فيصل.. فالمصيبة عظيمة. فعظم الله أجر الجميع وأحسن العزاء.. ودعاؤنا إلى الله -العلي القدير- أن يتغمد عمي وصديقي «أبو فيصل» بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته؛ ويلهم الجميع الصبر والسلوان.. والحمد لله على قضائه وقدره.
** **
- ناصر أحمد نواف الفهد