الجزيرة - الرياضة:
مني الشارع الرياضي أمس بخيبة أمل وهو يشاهد المنتخب الأول يغادر بطولة أمم آسيا من دور الـ16 في وقت كان فيه الجميع يمني النفس بمشاهدة منتخب يعيد كتابة سيرة الأخضر في القارة الصفراء من جديد، ويقدم المهر الكافي لكأس طال انتظارها، وبات لزاماً عليه الانتظار أربع سنوات أخرى من أجل الحلم من جديد بلقب حققه المنتخب ثلاث مرات كان آخرها قبل 23 عاماً.
الأماني التي كانت تحف المنتخب وهو يلعب في الامارات العربية المتحدة لم تكن كافية لفرش الطريق له للوصول إلى اللقب، والأماني ذاتها كانت تتقاطع مع مستوى التفاؤل الذي لم يكن في قمته، وكان معظم المتابعين يدركون أن الذهب صعب وأن الوصول إلى النهائي صعب أيضاً، لكنهم تعلقوا بالأمل قبل أن يكتب لاعبو المنتخب أمس السطر الأخير للمشاركة، ويعيدوا الجميع للواقع، ويعود الشارع الرياضي من جديد لفتح الملفات بحثاً عن نافذة من الأمل تكون انطلاقة حقيقية للعمل.لم يكن الاتحاد السعودي لكرة القدم في الموعد خلال مشاركة المنتخب، ولم يقدم العمل الكافي لدعم الفريق، من المحزن أمس أن يلعب المنتخب بعدد متواضع من المشجعين في وقت كان فيه من الممكن تسيير رحلات برية وجوية لنقل المشجعين إلى ملعب المباراة، ومن المحزن أن يقرر الاتحاد إقامة دور الـ16 من أهم مسابقة في المملكة في نفس اليوم الذي يلعب فيه المنتخب، ولك أن تتخيل أن الأخضر يلعب فيما ستة أندية مشغولة بالتحضير لمباريات لا يفصلها سوى سويعات أو أقل من ذلك عن مباراة المنتخب، وتخيل أن المشجع العادي يتحدث عن المنتخب وعن فريقه المفضل اللذين يلعبان في نفس اليوم ... فهل يمكن أن يعود مجلس الإدارة إلى من خطط للعب الأندية في يوم مباراة المنتخب ومحاسبته على قراره ؟.
توالت مشاركات المنتخب في بطولة أمم آسيا، وبعد اخر لقب حققه عام 1996 بدأنا من العام 2000 نشعر بمرارة الخروج بلا ذهب، في وقت نرى أننا فيه الأحق باللقب، وفي كل مرة كنا نؤكد أننا سنعالج الأخطاء ونضع حداً للإخفاق، ولكننا في كل مرة وبعد كل خروج نعود للمربع الأول، حتى بات الأخضر وهو من كان سيد القارة يذهب للمشاركة دون أن يكون فرس الرهان والمرشح الأول للقب !!
هناك أخطاء وراء هذا الخروج المر، واتحاد الكرة مطالب بأن يدرس ملفات المشاركة بهدوء، وأن يبحث أسباب الإخفاق بشكل جاد، فقد مل الشارع الرياضي من عودة المنتخب كما ذهب بلا ذهب.
على الاتحاد الموقر أن يدرس واقع الرياضة جيدا .. الأندية والاحتراف ومشاركة اللاعب الأجنبي والمسابقات وإقامة المنافسات في وقت يلعب فيه المنتخب، عليه أن يدرس عمل جميع اللجان، فكلها في النهاية تؤثر بطريقة أو أخرى على مستوى المنتخب.
لابد للاتحاد أن يعترف بأخطائه، وعندما يحدث ذلك سيكون قد وضع يده على بداية خيوط النجاح، ثم عليه أن يتلمسها وأن يعمل على فك اشتباكها حتى يصل إلى حيث يريد الجميع، وهي القمة التي تعودنا أن يكون الأخضر متربعا عليها.
في كل مشاركة دروس، والمخطط الجيد هو من يستفيد من أخطائه، ويحول فشله إلى نجاح، ويقدم المهر الكافي لتحقيق هدفه، والأمر في يد مسيري الكرة السعودية فماذا هم فاعلون ؟.