د. خيرية السقاف
لكل ثمين، مرتفع القيمة، والأهمية، والمسؤولية ضريبة..
فكلما زادت القيمة، زادت الضريبة..!!
والضريبة ذات وجهين كلاهما حاد في المكسب، والخسارة على حد سواء..
الناس تعلم هذا..
ومن البدهي أن يزامن، ويزامل إدراك هذه الحقيقة لديهم تقدير هذا الثمين ليبقى، ليثمر، ليكبر، ليمتد، ليُنتِج، وليحصد فتكون المثوبة مكسبا بقدر تقدير هذا الثمين..
وتكون في المقابل الخسارة بالتفريط في تقديره، ورعايته..
فأخلاق المرء من المكتسبات الثمينة التي لها ضريبة عالية، ما كانت في عناية المرء بها، ووعيه بآثارها، وحرصه على فضائلها، ومكارمها حيث يكون، ومع من يكون إلا كسب تقدير الناس، والنجاح في المقصد، والفلاح في الحصاد، وما وهنت فيه بإهمال، وعجزت عن موقف، وساءت في دائرة إلا كان حصادها نبذا له، وفقدا للثقة فيه، والإشاحة عن تقديره، واجتنابه، وإقصائه..
فضريبة سوء الخلق باهظة الثمن..
تماما كضريبة سوء التصرف في مواقف أداء المسؤولية..
إذ للمسؤولية ضريبة بأهمية ارتفاع سقفها فيمة..
والمسؤولون فئات، مختلفون باختلاف أدوارهم، وحجمها، وسقف قيمتها،
ومع أن كل عمل له أهميته في منظومة الحياة، يتم الناس بأدوارهم، أدوار بعضهم الآخر، لتكتمل دائرتها بهم، إلا أن هناك ما يرفع من سقف الضريبة على من هو الأول في الموقع، وعلى ذي الخلق..
وللمثل، يأتي الوالدان، والمعلمون، والأطباء، ورؤساء العمل، في مقدمة المسؤولية الاجتماعية، وتأتي من ثم ضريبة أدوارهم عالية السقف حين عليهم _تراتبيا_ المسؤولية من بدء الفطرة إلى منتهى الغرس، نفوسا، وعقولا، وصحة، وإنجازا في الإنسان قبْلا، وفيما يأتي عنه بَعْداً..
فمن يفرط منهم في دوره، أو يسيء في تنفيذه، أو لا يؤسس لأبنيته، أو لا يفي عطاءه حقه بما يحقق مكاسبه، فإنه يفرط في المكسب، ويبوء بالخسارة..
وللمثل يأتي النبلاء الذين يتمتعون بمكارم الأخلاق في قمة المكانة، وسقف الضريبة التي يكسبون، أو يخسرون باهظ الثمن على الوجهين..
إن الضرائب التي يحصدها، والتي يدفعها الإنسان، حيث يكون مآلها يكون سعادته، أو شقاءه، وما أشدها وطأة تلك الخسارة التي سيعاني أوجاعها وحده في العزلة..
بينما ما أوسعها سعادته حين تكون الضريبة مدفوعة له، مكسبا وحصادا..
والنابه من يعي كيف يحافظ على أن تُدفع له الضريبة، لا أن يدفعها هو!!.