د. صالح بكر الطيار
تداخل الحابل والنابل في منظومة الجماعات الإسلامية حتى امتزجت الأفكار الدموية وكثرت مسارح الدم في بلدان الشرق والغرب.. ركزت الجماعات المتطرفة على زرع أفكارها في عقول النشء ووسط أوساط المراهقين والشباب المتحمسين حتى رأينا قوائم الإرهابيين في الشوارع والميادين وعقدت الاتفاقيات الأمنية الدولية المشتركة لضبط المتورطين ولا تزال القوائم تتجدد لأن غرف عمليات الإرهاب لا تزال تعمل وبشكل متواصل وباحتراف مذهل وبتغيير حرفي في الخطط والطرق..
في العراق والشام وإفريقيا وأوروبا وآسيا والخليج وإلى أطراف الأمريكيتين تداخلت الشبكات المنظمة وبدأت حرب عصابات تعتمد على تأجيج الفتن من منصات التواصل الاجتماعي وإلى التكفير والتفجير في أوساط الآمنين وبين الأبرياء.. في حرب منظمة تقودها مافيا الإرهاب ولم تعد المسالة تعتمد على قيادي واحد أو جهات قيادية معروفة لإدارة جرائم الإرهاب بل باتت الجريمة الإرهابية تتجدد إلى التنفيذ السريع وإلى بث الرعب ونشر الفوضى بشكل عشوائي وفي مختلف الاتجاهات وبشتى الطرق.
منذ أعوام اندحرت القاعدة قليلا بعد ظهور داعش وجبهات النصرة وتمسكت جماعات الإخوان وحزب «الشيطان» برواسب بقاء فظل أعضاؤها المنتشرين في دول العالم يوزعون الولاء للمنظمات ويضمون الأعضاء الجدد إلى ميادين القتال وبؤر التمرد. وقامت الحكومات العربية والغربية بوضع الخطط والاستعداد واستعانت بالجيوش لوأد الإرهاب في الشوارع وإحباط المخططات وإخراج الخلايا النائمة من أوكارها والقبض عليها إلا أن هنالك انتعاشا يتم من خلال تجديد الأفكار وتصيد الشباب الهائمين دون توعية إضافة إلى استغلال الشبكة العنكبوتية لزرع الرؤى الخاصة بالجماعات ونشر المزيد من الدمار على الأرض.
وفي ظل ذلك فإن الهاربين من أوروبا ممن اعتنقوا الفكر الضال وجدوا في الشرق الأوسط من خلال مواقع الفوضى فيه وأماكن الاستغلال السياسي بيئة خصبة فهربوا لينضموا إلى أعضاء قدامى وجدد في داعش والنصرة وغيرها وسط خلل أمني تشهده بعض المطارات وأيضا خلل في الحدود الإقليمية بين دول الصراع حتى باتت سوريا وحربها المدججة بالجماعات والنظام الطاغي مسرحا مفتوحا لنثر المزيد من الأشلاء والعمليات.
آن الأوان لعقد اتفاقيات على مستوى أعلى من التعاون الدولي لوقف النشاط الفكري الذي تنتهجه الجماعات الإسلامية كل ما تم تضييق الخناق عليها في الميادين وبات نشر الفكر الضال اليكترونيا وسيلة مجدية للقائمين على هذه الجماعات من قياديين اليكترونيين يقودون حربا شرسة ومنظمة للمقاومة والإبقاء على صورة وهوية التنظيمات والبحث عن أعضاء جدد حتى لا تنتهي هذه الجماعات وتبقى صورتها مرعبة حتى وإن اجتثت أغلب جذورها.
ويجب أن تعقد ندوات وملتقيات كبرى من خلال مراكز الدراسات والبحوث صاحبة السيرة النافعة في هذا المجال لنشر التوعية ووضع حلول عالية المستوى على مستوى العالم في هيئة اتفاقيات وتعاون كبير لوقف النشاط الإرهابي عبر الشبكات الاليكترونية وتتبع قادة الجماعات الذين ينشرون الفكر ويجندون الشباب داخل غرف الحسابات والوصول إليهم ووقف هذا النشاط الأمر الذي سيساهم للقضاء على هذه الجماعات في الميادين وعبر الإنترنت.