رجاء العتيبي
لا تملك رهف الفتاة الهاربة من أسرتها إلى كندا دليلا يثبت أنها تعاني من عنف أسري من أهلها ولو كانت تملك لفعلت وأظهرته للعالم، ولكن ادعاء التهديد والتعنيف الذي صرحت به لوسائل الإعلام جاء تبريرا لطلب اللجوء وفقا لأنظمة اللجوء في الدول الغربية التي تشترط مثل هذه الحالات ليكون الهارب لاجئا قانونيا، ولم تظهر للعالم إلا (سيجارة وكأس).
هناك فتيات وشباب من دول عربية دفعتهم رغبتهم الجامحة باللجوء إلى تسجيل أفلام (إباحية) وعرضها للناس، أو يتنكر لدينه ويعلن إلحاده على اعتبار أن هذا سببا للشروع بقتلهم من أقاربهم ما يجعل طلبهم للجوء قانونيا، يفعلون كل ما يمكنهم فعله من أجل اللجوء حتى على حساب وطنهم وأهلهم وسمعتهم لا يهم طالما أن الهارب يطمح في مكان يراه هو (جنة) وليس بالضرورة أن يكون صائبا.
تزرع الاستخبارات الغربية ـ تحديدا ـ بعض جنودها مهمتهم (تجنيد) من ترى فيه ما يحقق هدفها، ولا نستبعد أن رهف واحدة ممن وقع عليهن الاختيار تبعها لشخصيتها وظروفها وعقليتها وطموحها لتكون فيما بعد (لعبة بيد) الاستخبارات الكندية توجهها حيثما تشاء، في حين إذا انتهت مهمتها ستجد نفسها جثة هامدة في منزلها أو غارقة في (تِرعة) أو ميتة في حادث مروري أو منتحرة من الدور السابع.
اصطياد المغرر بهم لم يكن من خلال المحيط الاجتماعي للهدف، وإنما من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التي سهلت مهمة محترفي التجنيد عبر شركات وسيطة تعمل لصالح من يدفع أكثر، بدليل سرعة الموافقة على اللجوء من الحكومة الكندية في ظرف 24 ساعة، هروب إلى تايلند، ثم إلى كندا ثم استقبال وزيرة الخارجية لها في احتفالية شهدتها وسائل الإعلام العالمية في سابقة دولية لم تفعلها سوى كندا.
ما جرى للفتاة الهاربة هو ذاته ما كان يجري لتجنيد (الإرهابيين) مع فارق الهدف والسلوك والتوجه، هذا إرهابي متشدد وهي متحررة بلا دين أما الطريقة فواحدة، وكلاهما يوجهان سهامهم نحو (وطنهم) بمجرد أن يقفا على قدميهما، وهذا توجه مشبوه، فطالما خرجا (الإرهابي والهاربة) لماذا لا يعيشان حسبما أرادا ويتركان بلدهما وشأنه؟
السياسي الهارب يفعل ذلك أيضا، وكذلك الملحد الذي يصب جام غضبه على الإسلام بمجرد أن يعلن إلحاده، ربما هي عقدة انتقامية أو نفسية أو هلوسة لا تعرف بالضبط، من هرب فهذا شأنه ولكن دعوا الوطن دعوا المجتمع لا تؤذوهم.
إذا كان هناك بشر من بني جلدتنا خانوا العهد ونقضوا البيعة وأداروا ظهرهم لنا، فليعلموا أن لوطننا ربّاً يحميه وشعب يبذل الغالي والنفيس من أجله، فليس كل الناس، مثل: الهاربة والمعارض والإرهابي، الشعب السعودي قوة عظمى في دولة عظيمة هدفهم عنان السماء.