عبدالله بن محمد أبابطين
منطقة سدير من المناطق التي ناصرت الدعوة الإصلاحية في بداية نشأتها فكان هناك العديد من طلبة العلم ممن درسوا على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن جاء بعده من أبنائه، كما أن أهل سدير من مؤيدي الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير محمد بن سعود ومن جاء بعده من أبنائه، لذا فإن الروابط القوية بين أهالي سدير والدرعية أوجد مواقف مؤيدة ومشاركة فعالة لأهالي سدير أمام أي غزو لعاصمة الدولة ولاشك أن الغزو العثماني لنجد وبالذات القضاء على الدرعية وعلى الدعوة السلفية أوجد الكثير من الاضطرابات لكافة مدن نجد ومنها منطقة سدير.
يقول الدكتور عبدالله التركي في كتابه عن منطقة سدير: وأمام موقف الدولة العثمانية التي أدركت أن حجم وزيادة الدولة السعودية خطر عليها وعلى نفوذها وسلطتها في المنطقة فأرسلت إلى محمد علي باشا واليها على مصر ليتولى القضاء على الدعوة وعلى قادة هذه الدعوة وكان ذلك سنة 1226هـ بقيادة طوسون بن محمد علي عندما أراد غزو المدينة المنورة.
ويذكر ابن بشر أن الجيش السعودي بقيادة الإمام عبدالله بن سعود وقد شارك أهل سدير للدفاع عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي عام 1231هـ أرسلت حملة أخرى لإسقاط القصيم بقيادة ابراهيم محمد علي باشا... وفي هذا الموقف الحاسم أمر الإمام عبدالله بن سعود بتوزيع جيشه كما ذكر ابن بشر وفلبي إلى مجموعات منها جيش سدير والوشم وانضمامه لجيش أهل القصيم والتي منيت بهزيمة يقول عنها ابن بشر إنها أول وهن وقع بالمسلمين.
وفي ربيع الأول 1233هـ شارك أهل سدير أهالي شقراء في حربهم أمام جيش إبراهيم باشا.
ثم كان حصار وحرب الدرعية في غرة جمادي الأولى 1233هـ ويذكر ابن بشر أن الإمام عبدالله بن سعود أخذ استعداداته لحماية وتحصين الدرعية وترتيب جيشه خارج سور ونخيل الدرعية ومن هؤلاء أهالي سدير وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن حمد العريني قاضي سدير فقد وضعه الإمام عبدالله بن سعود ومن معه من أهالي سدير في جهة من جهات الدرعية تدعى (قرى عمران) ويذكر الفاخري أن عدد المعارك التي نشبت في قرى عمران بثلاث معارك وهذه دلالة على قدرات وأهمية مشاركة أهالي سدير في الدفاع عن دولتهم واستمر حصار الدرعية أكثر من ستة شهور.
يقول ابن خميس في كتابه الدرعية (ص564) وفي قرى عمران عند النخل المسمى بالرفيعة كان هناك فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود ومعه فريق من أهل الدرعية وأهل سدير يرأسهم عبدالله بن القاضي أحمد بن راشد العريني وفي حوزتهم مدفع، بيد أن فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ظهر عليهم من الرفيعة ومعه جمع من أهل الدرعية وأهل سدير وغيرهم، فدار قتال شديد واستمر القتال شديداً منذ طلوع الشمس حتى الظهيرة، وقد قتل في هذه المعارك عدد من أهالي سدير والوشم والقصيم، يقول ابن بشر وكان من بين القتلى الشيخ علي بن حمد العريني الذي تولى أخوه عبدالله قيادة أهل سدير في حرب الدرعية ومن المؤسف أن إبراهيم باشا قام بوضع الشيخ على فوهة المدفع ثم أطلق المدفع ليتمزق جسد شيخنا الجليل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكانت لهذه الهزيمة أثره البالغ على كافة أهالي نجد.
يقول ابن بشر: في آخر عام 1233هـ (كثر فيها الاختلاف والاضطراب ونهب الأموال وقتل الرجال وتقدم أناس وتأخر آخرون وذلك بحكمة الله سبحانه وقدرته)، ويذكر الفاخري وهو أحد مؤرخي منطقة سدير (التويم) قائلاً:
عام به الناس جالوا حسبما جالوا
ونال منا الأعادي فيه ما نالوا
قال الأخلاء أرخه فقلت لهم
أرخت قالوا بماذا قلت «غربال»