فيصل المطرفي
يقول الكوري الجنوبي «بارك هانج سيو» مدرب المنتخب الفيتنامي بعد الوصول لدور الـ16 الآسيوي: «لا زلنا قادرين على المضي في البطولة التي تحتضنها الإمارات، فيتنام قادرة، رغم صعوبة مواجهة الأردن، ولكن سنعمل لتحقيق نتيجة ايجابية».
وكان المدرب الفيتنامي قد خطف الأنظار وبات هو النجم الأبرز والأميز في المدرج الفيتنامي، وفقًا لما تناقلته الصحافة، لدرجة أن الجماهير الفيتنامية بدأت ترسم صورته على رؤوسها على غرار ما تفعل الجماهير العالمية المهووسة بنجوم كرة القدم، وعطفًا على ذلك استثمر المدرب هذه الشعبية بإطلاق التصاريح التحفيزية رغبةً منه في تجاوز الأردن والتقدم خطوة في المحفل القاري، ونصب نفسه كقائد للكتيبة في كل المواضع حتى في أحاديثه الواثقة، رغم أن الترشيحات والتوقعات تؤكد فوز النشامى، ولكنه ظل متمسكًا بسلاح الروح ورفع راية التحدي واعتبر كل ما قدموه في البطولة دافعًا لهم.
في المقابل الأخضر السعودي يدخل اليوم المنعطف الأهم، ويبدأ مرحلة الأدوار الأقصائية بمواجهة قوية للغاية حينما يلاقي المنتخب الياباني، مواجهة لا تتطلب إلا التركيز والعطاء طوال دقائق اللقاء، وتحتاج إلى قائد يبث الروح والحماس داخل المنتخب، ويطلق صرخة التحدي داخل كل نجم من نجومنا، كما فعل الكوري الجنوبي «بارك هانج سيو»، والاستفادة من مواجهة المنتخب القطري بشكل إيجابي وتصحيح الأخطاء.
كل الأمنيات والدعوات بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في مواجهة اليوم، لتجاوز محطة اليابان والانتقال للدور الربع نهائي، أما صديقنا الكوري ومنتخب فيتنام فلا أعلم ماذا قدم في مواجهة البارحة مع أمنياتي بالتوفيق للمنتخب الأردني.
الوداع على الطريقة النصراوية!
مع كل التغييرات التي طرأت على البيت النصراوي في الموسم الجاري، التي شملت جُل المفاصل الصفراء إلا أن هناك بعض الثوابت يبدو أنها من الاستحالة أن تتبدل أو تتحول، وأثبتت الأحداث المتوالية أنها ستستمر راسخة لا تتزحزح مهما كانت قوة عاصفة التغيير، وفي مقدمتها علاقة النادي مع بعض لاعبيه سواءً كانوا من أبناء النادي أو ممن انتهى بهم المطاف بالتوقيع لفريق النصر، فالعلاقة تبدأ بود، والاستغناء عنهم يكون بالطريقة النصراوية الخاصة.
خالد الغامدي ظهير النصر، تحدث فضائيًا عبر قناة العربية قبل أيام وكشف ما حدث له وأوضح كل التفاصيل وروى قصته بكل ألم بعد سنوات من خدمته للكيان، لن أخوض في تلك القصة، مؤكداً كل تفاصيلها أو نافيًا بعض جزئياتها، ولكنه لم يتحدث إلا بعد معاناة تعكس الواقع النصراوي في التعامل مع النجوم، رغم أن تاريخ النصر مليء بالعلاقات المتوترة مع اللاعبين المحترفين والتي تبدأ باستقبالات مميزة وحفاوة لا مثيل لها، وتنتهي بقضايا داخل أروقة الفيفا ومحكمة كاس الرياضية، بل إن أغرب القصص في ملاعبنا كان بطلها لاعبا نصراويا وتحديدًا المحترف السابق بصفوف النصر المالي «مايقا» الذي غادر ستاد الملك فهد الدولي بين شوطي إحدى المباريات مشيًا على الأقدام باحثًا عن سيارة أجرة ليؤكد الفوضى الإدارية وتوتر علاقته مع إدارة النادي، أما فيما يخص العلاقة مع اللاعبين المحليين فالشواهد متعددة والأمثلة لا حصر لها، وكان «الغامدي» آخرهم وليس أولهم.
المدهش في قصة «الغامدي» غياب الإدارة، أو «الإداري الخبير»، القادر على احتواء المشكلة والسيطرة عليها قبل تصعيدها، (ووفقًا لرواية الغامدي)، كان مدير الفريق «محسن الحارثي» قد ساهم في زيادة احتقان اللاعب، وأقحم زملاءه اللاعبين في الحادثة عند انطلاق التدريبات وقبل مباراة الأنصار، مما يعكس فشل «الحارثي» في أهم واجباته كإداري ومن المفترض أن يكون حلقة وصل بين اللاعب والإدارة، واللاعب والجهاز الفني، لكن غابت الحكمة والحنكة فسادت الفوضى على المشهد النصراوي.
قد تكون قصة الغامدي هي التي ظهرت على السطح، بعد ظهوره إعلاميًا بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهه، ولكن بكل تأكيد هناك الكثير والكثير، ولعل المتتبع، والمتابع للأحداث يدرك أن الأوضاع داخل البيت الأصفر ليست في أفضل حالاتها.. وتغريدة نجم النصر «ماجد عبد الله» دون أدنى شك تأكيد على المنهج النصراوي المرفوض من نجوم النادي، ولا سيما أنه قريب من البيت النصراوي، علاوة على أن «ماجد» عانى كذلك ومرّ بفترات عصيبة، كونه انتظر قرابة عشرة أعوام حتى يقام له حفل اعتزال تقديرًا لمسيرته، وبعد إقامة مهرجان الاعتزال خرج «ماجد» فضائيًا ومن نفس الطاولة التي تحدث عليها «الغامدي» وطالب بحقوقه بعد سنوات من نهاية المهرجان، وأوضح كل التفاصيل بحسرة مناشدًا رجالات النصر بتسليمه حقوقه!!