من نعم الله على هذه البلاد الطاهرة المملكة العربية السعودية نعمة الأمن الذي أرسى دعائمه الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة ملوك هذه البلاد الذين تعاقبوا على الملك: سعود, وفيصل وخالد وعبد الله وسلمان. والأمن في المملكة يختلف عن أي دولة في العالم لأن له خصوصية مرتبطة بتوفير المناخ الروحي للمسلمين الذين يفدون على المشاعر المقدسة، إضافة إلى ترسيخ الأمن في جميع مناطق المملكة. وهذا ما تزخر به الآن مما جعلها مضرب المثل على مستوى العالم إن لم تكن الأولى، وهذا لم يأت من فراغ إنما اعتمد على منهجية علمية وفق منظومة متكاملة، أكاديمية وبحثية وتدريب مستمر يقودها كوادر ذات كفاءات عالية تعاقبوا على إدارة القطاعات الأمنية، فاللواء سعد بن عبد الله الخليوي يعتبر من القيادات التي لها بصمتها في جميع الإدارات والمهام التي أوكلت إليه، فالنزعة الإدارية والتعليمية المستوحاة من التعليم والتدريب المستمر لرجال الأمن فلسفة يؤمن بها في أي إدارة يشرف عليها والذي - بلا شك - يعود إلى بداية عمله في قطاع الأمن عندما تم تعيينه بعد تخرجه من كلية (قوى الأمن الداخلي) برتبة ملازم في مركز تدريب شرطة منطقة الرياض، ومن ثم أصبح قائدًا له، وبعد ذلك انطلق نحو الريادة والتميز لإيمانه بأن التدريب المستمر هو الركيزة الأساسية في تنمية المهارات والارتقاء بها، وهذا ما سعت إليه الإدارة الحديثة في الدول المتقدمة واستوحتها الدول النامية وتفاعلت معها ممثلة بقياداتها الذين حرصوا على أن يكونوا أهلاً للثقة، فالسيرة الذاتية للواء سعد حافلة ومتميزة بدءًا من تقلده منصب قائد تدريب مركز شرطة الرياض، قائد الدوريات والنجدة بالرياض، مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب، مدير كلية الملك فهد الأمنية، إضافة إلى إشرافه على تنظيم حركة المشاة في المشاعر المقدسة أيام الحج لسنوات طويلة، هذا في ما يتعلق في ملامح من بعض سيرته الذاتية.
أما المبادرات التي يحرص عليها فهي رياضة المشي والحرص على نشرها بين العسكريين والطلاب في كلية الملك فهد الأمنية، حيث يتم تنظيم مهرجان سنوي يقطعون فيه مسافة ثلاثين كيلو مترًا ذهابًا وإيابًا ويتقدمهم القيادات الأمنية في الكلية لترسيخ مقولة العقل السليم في الجسم السليم، فرياضة المشي من أهم العوامل المرتبطة بصحة الإنسان التي أثبتتها الدراسات والأبحاث الطبية، ومن أهمها الرشاقة وسرعة الحركة التي يحتاجها الإنسان ورجل الأمن بصفة خاصة، وقد حدثني أحد الضباط الذين شاركوا في هذا المهرجان يقول في بداية تطبيقه من قبل اللواء سعد لم نكن متقبلين ولكن الأمر العسكري لابد من السمع والطاعة له، فمع مرور الوقت أدركنا فوائده مما جعلنا نحث الأفراد والطلاب عليه، بل أصبحت ممارسة المشي من برامجنا اليومية.
أيضًا يحرص على الاستجابة للدعوات التي توجه إليه من قبل الأجهزة الحكومية فيما يتعلق في المحاضرات والمشاركات في الأنشطة الأمنية والرياضة، فعلى سبيل المثال قبوله رئاسة الاتحاد السعودي للجودو فترة من الوقت. وقبل أن أختم لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة حدثني بها بعض الضباط الذين التقيت بهم، وهو حرصه على استيعاب أكبر عدد من الطلاب في الكلية كل عام نظرًا لاتساع رقعة المملكة وحاجتها إلى الضباط المؤهلين، سائلاً الله أن يجعل ما قدمة لوطنه في موازين حسناته وأن يديم عليه الصحة والعافية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
** **
Mn6oor32@gmail.com