القيادة القطرية حالياً في وضع حكم من وقع بالأسر، فلا حيلة لهم من أمرهم في شيء، سياستهم أضحت مسيّرة لا مخيّرة، واتخاذ القرار لم يعد ملكا لهم فقد أصبح بيد من سلموا له أنفسهم طوعا واختيارا وبمحض الإرادة على طبق من ذهب (بيدي لا بيد عمر)، حتى باتوا رهينة في قبضة أعداء الدين والأمة، العدو المحتل الإيراني والتركي يحركهم كالأرجوزات، وحالياً هم لا يملكون خيار حرية التعبير بإصدار أي قرار والتصرف بحرية إلا بالرجوع لأسيادهم أصحاب القرار، فقد ارتكبوا حماقات ضد الشعب القطري ودولته لصالح العدو المحتل، بعد ما تم استدراجهم بمكر ودهاء وإجبارهم قسراً على الخروج من منظمة الأوبك التي كانوا أحد أعضائها وتوقيعهم على اتفاقيات لصالح المحتل التركي الذي بدأ يفرض هيمنته وسطوته السريعة على هذه القيادة الهشة قصيرة النظر، والسيطرة على الأراضي القطرية لاستغلالها لمصالحه وإنعاش اقتصاده المتدهور في محاولة لإنقاذ هبوط الليرة التركية المتواصل على حساب مقدرات شعب قطر الذي بات يتابع بصمت فقط، ويبارك تسليم وطنه للدخلاء يعيثون فيه فسادا دون عمل شيء، خوفا من غياهب السجون والبطش به من ذلك العدو الغاشم والمحتل لأرضه الذي بسط نفوذه على مفاصل الحكومة.
قطر أصبحت في نظر الأتراك مجرد بوق إعلامي دعائي من خلال قناة الجزيرة لمصالحها وماكينة صراف تحتفظ برقمها السري لاستنزاف اقتصادها لا أكثر، وقد رأينا أمير قطر في غالبية ظهوره يبدو عليه التعب والإجهاد النفسي يتضح جلياً لكثرة ما يمارس عليه من ضغوط هائلة استنزفت موارد قطر المالية، فأصبح في دوامة شارد الفكر مشتت الآراء لا يعي ما هو مقدم عليه من تصرفات وأفعال سوف تسبب المشاكل لدولة قطر على الأمد القريب والبعيد بتوقيعه لاتفاقيات ستكون عواقبها كارثية لمستقبل قطر سيدخلها في دهاليز لا ترى النور يصعب الخروج منها، فالمتضرر الوحيد الشعب القطري فالمسألة ليست عناد أطفال للتمادي في الخطأ والتحدي وليس في صالح قطر وشعبها أبدا، فلا يمكن بأي حال من الأحوال طمس الهوية والعروبة لدولة قطر وأهلها وإسكات صوت الحق ونهب البلد، فاليوم تميم وحاشيته وإعلامه يتلاعبون بالسياسة القطرية كلعبة الشطرنج في أيادي تركيا وإيران حسب مصالحهم فالإعلام القطري ساهم في تضليل الرأي العام بالأكاذيب والمعلومات المغلوطة إعلام يدار بأفكار لا تريد الخير لدول مجلس التعاون ولا لدولة قطر، يريدون الخراب والدمار بأفكار اخوانية إرهابية، يتعمدون التضليل والتهويل لتوسيع الفجوة لابعاد قطر وإخراجها عن محيطها الخليجي والعربي لينفرد الأعداء بتقاسم كيكتهم كما يحلو لهم في ظل هذه السياسة غير المدركة والمتآكلة من الداخل.
حكومة قطر منذُ أزمتها وهي تصرف الأموال الطائلة رشاوى من اجل الوقوف معها والوشاية ببلاد الحرمين وقادته وتأليب الرأي العام ضدها، ولكن لا يلبثون كثيرا حتى تنكشف مخططاتهم ودسائسهم العدوانية، حكومة تسير باتجاه منزلق خطير يطبخ على نار هادئة بين إيران وتركيا لطمس الهوية، فهل يتدارك شيوخ أسرة آل ثاني الكريمة وشعبهم الأصيل هذا التغريب والتقسيم، ويصلحون ما أفسده تميم وإعلامه وزمرة الإخوان المسلمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وخرابا قبل فوات الأوان، وتخليص بلادهم من هذا الوباء المستشري وإعادة قطر لمحيطها العربي ولحمتها الخليجية؟.