طبيعي أن نفرح لإعلان وراب بولو ليكا شفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، بأنَّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، هو عميد السياحة في العالم، ومهم كذلك أن نفهم كيف جاء هذا الوصف، وماذا يُراد من ذلك الوصف بأن يُقتدى به مستقبلاً؟!.. ليفعل أقرانه أسباب هذا الوصف، وليبْنوا عليه ليحققوا هذا الإنجاز التراكمي.
ها هو الجهد المشكور الذي بذله سمو الأمير سلطان؛ يؤتي أكله أيضاً مع إعلان منظمة الأمم المتحدة للسياحة تكريمه بمشيئة الله تعالى خلال الأيام القريبة القادمة.
والحقيقة إنّ المتتبع لنشاطات «سلطان» وجهوده في هذا المجال والتي انبثق عنها إعلان التكريم، يستطيع ببساطة أن يلاحظ إصرار سموه على أن تتماشى جهوده في مسار التميز والتقدم بمسار التعاون البناء والعلاقات الوثيقة مع المنظمة ومع المجتمع الدولي للسياحة حتى آخر يوم عمل له، وجهوده في دعم وتعزيز استقرار ونمو السياحة في العالم، وجهوده في المحافظة على التراث العالمي، وجهوده الإبداعية وفكره المتوثب المحفز على الإبداع والتغيير، وقيادته الذكية والحكيمة للمؤسسات السياحية والتراثية ومشروعاتها داخل الوطن وخارجه، وجهوده المميزة في صناعة الإنسان المتعلم والواعي لمسؤولياته الوطنية بالعمل والاستثمار، والطموح الذي لا يقف عند حد، الإنسان المتمسك بهويته وتراثه وأصالته، والباني للحاضر والمستقبل برؤية إيجابية في خيالها الممكن.
من حق سمو الأمير سلطان أن يُباهي العالم أجمع بهذا الوصف الذي مُنِح إياه، وبذلك القدر الهائل غير المسبوق من الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الثمانية عشر الماضية، ومن حقنا نحن السعوديين أن نفتخر بما تحقق في مجال السياحة والتراث الوطني التي لم يكن الطريق إليها مزروعاً بالورود، بل كان طريقاً شائكاً، وأمامه متاريس وعقبات.
من حقنا نحن السعوديين أن نفاخر بهذا الوصف؛ لأنه جاء نتيجة كدِّ فرد منا وعرقه ليؤكد لكل العالم أننا نحن السعوديين قادرون على صنع المعجزات في ظل قيادة وطنية شجاعة مُصممة على تحقيق المخرجات المثالية مهما يكن واقعها الراهن.
شهادة أتت وتكريم سيأتي حفلت بأوصاف صادفت أهلها، حين يقول سموه: «ما أنجز من العمل المؤسسي استلهمته من والدي ووالد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز الرجل والمسؤول الذي تعلمت منه الكثير في حياتي الشخصية والمهنية، خلال زيارته للهيئة عام 2005م وعرض الملامح الأولى للخطة الوطنية للتنمية السياحية «.
وعزَّز سموه معنى الأفعال المقرونة بالتعاضد المنتج والتخطيط للمستقبل، وأعطاها أجنحة التحليق، وغرس في نفوسنا مقولته: «إذا كان على الآخرين أن يبدؤوا من الصفر فيما يسند إليهم من أعمال تقليدية، فإنه يتعين عليَّ أمام هذه المهمة الجديدة والشاقة بذات الوقت أن أبحث عن ذلك الصفر لأبدأ منه».
عمادة سياحة العالم سبقها الريادة العربية في الفضاء وهي كلها لحظات تاريخية وصورة نجاح لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، لهذا تخفق قلوبنا قبل ألسنتنا: إليك تحايانا وتهنئتنا، تكريمك ما هو إلا وسام فخر على صدر وطننا ومبعث فخرٍ واعتزاز لنا.