د.عبدالعزيز الجار الله
تصرفات مجموعة كندا من شباب وشابات وطني اختاروا التعبير من خلال التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني آخرهم قبل أسابيع رهف التي طلبت اللجوء إلى كندا لتعبر عن حريتها وما تريده شابة بعمر 18 سنة أو ما دون سن 21، رهف لا تمثل إلا نفسها، ولا يمكن تحميل المجتمع والأنظمة الإدارية والإجراءات أو متطلب رفع سقف الحرية الشخصية، سلوك رهف هي إرهاصات مرت بها جميع الدول العربية والآسيوية ودول العالم وما زالت تمر بها ويطلعنا الإعلام على مدار الساعة على أقصى ممارسة للسلوك الشخصي، لكن الفارق هو ألا تتبرع دولة مثل كندا وتأخذ على عاتقها زمام المبادرة أن تكون مأوى لكل من يشعر برغبة في الحرية الشخصية المفتوحة كما يفسرها مجتمعة العام والداخلي لتتلقفه كندا الدولة التي قلنا لها رسميًا توقفي عن التدخل بالشأن الداخلي لبلادنا ولا تحرضين أبناءنا على دولتهم وعلى النظام الاجتماعي الراسخ في أعماق المجتمع.
العالم يتميز بتنوعه الطبيعي والبشري والثقافي، تباين بيئي وجغرافي ومناخي يؤثر في المجتمعات السكانية، فلا أحد قادر على جعل العالم سكانيًا وثقافيًا مثل أمريكا أو ألمانيا أو روسيا أو جنوب إفريقيا أو كوريا الشمالية، وبالتالي لا تستطيع كندا أن تفرض ثقافتها وتفسيراتها الدينية وقيمها ومعتقداتها وسلوكها على سكان الأرض وهي لا دولة عظمى عسكريًا ولا هي أكثر كثافة ولا تعداد سكاني حيث يبلغ سكانها 37.5 مليون وترتيبها (38) بين الدول من حيث عدد السكان، وتأتي بعدها مباشرة بالترتيب (39) المملكة المغربية، ثم السعودية رقمها (40) وسكانها (33.9) نسمة، وعام 2020 سنشهد نحن إحصاءات جديدة، وحتى من هذا المنظور السكاني والقوة العسكرية لا تستطيع الصين الدولة العظمى سلاحًا والأعلى سكاناً 1.394 مليار نسمة والقوة النووية أن تفرض ثقافتها وقيمها وتفسيراتها على الدول، كما تعمل كندا التي جعلت من نفسها الملاذ لكل سعودي يرغب في تشويه بلاده، تقود الحملة ضدنا وضد وطننا بتأييد من رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية التي استقبلت بنفسها رهف في استقبال لم يحظ به أي طالب مبتعث سعودي أو أجنبي متفوق في المجالات العلمية الدقيقة، كندا الباردة والبعيدة في أقاصي الأرض ستخسر أمام قيمنا الإسلامية والعربية وإرادة أبناء هذا الوطن القوية بممتلكاته الثقافتة المتجذرة في أرضها وشعبها.