عبد الاله بن سعود السعدون
كان لهرولة وزيرة خارجية كندا للمطار منتظرة المراهقة الهاربة عن عائلتها نحو المجهول لتتلقفها الدبلوماسية الكندية غير المتوازنة والمتعدية على كل نظم البروتوكول الدبلوماسي العالمي بتدخلها السافر بشأن دولة عربية محورية باستغلال حالة اجتماعية تحدث لأي مراهقة في عالمنا المضطرب نفسياً وبالشكل المضحك باستقبال وزيرة الخارجية لصبية لاجئة، فهذه المراهقة العربية لم تكن من أقرباء أو صديقة لعائلة معالي الوزيرة التي أركنت بثقلها الدبلوماسي في دهاليز مكتبها الفخم في مقر وزارة الخارجية لاتحاد كندا وارتدت لباس المراهقة السياسية والخفة الدبلوماسية باستقبال مراهقة عربية في المطار دون أن تطلع على الدوافع الحقيقية لهربها بهذا الشكل الدرامي المتهور. ولا أدري كيف أفسر هذا التصرف الغريب والذي يحمل صفة غير لائقة للوزيرة بإعلان حقدها على بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومركز الإسلام، وبحركة تحريضية لتشجيع التمرد العائلي ودعم الإلحاد الديني الذي أعلنته الصبية التائهة في مطار بانكوك في تايلند بعد أن أضاقت بها سبل الهروب نحو هدفها الأخير في أستراليا لعدم منحها تأشيرة الدخول.. وهنا تلقفها الحقد الكندي لكل ما هو عربي ومسلم، لاستغلال هذه الضحية في دروب السياسة الابتزازية التي يمارسها العديد في العالم نحو العروبة والإسلام وممثلتهما القوية - بإذن الله - المملكة العربية السعودية بلادنا العزيزة... وأقول لوزيرة الخارجية الكندية إنها أخفضت التقييم الدبلوماسي لمعاليها لمستوى مراهقة تائهة....
عادت بي حكاية هذه المراهقة الهاربة واستغلالها من قبل السياسة والإعلام الابتزازي الحاقد على الإسلام إلى قصص وحكايات عديدة في الزمن الغابر، حيث رحبت باريس وبروكسل بفتاة بنغلاديشية (رادا راني) ذات الواحد والعشرين ربيعاً والتي أعلنت هجوماً خبيثاً على مراسم الزواج الإسلامية في بنجلاديش وجاءت تستنجد بدول الاتحاد الأوربي لإنقاذها، وبدون خجل أعلنت أنها لن تتزوج مسلماً وتلقفتها المنظمات المعادية للإسلام بمنحها رتبة سفيرة لحقوق الإنسان مع منحها حق الإقامة الدائمة في الاتحاد الأوربي.
وبرز العداء للإسلام ومبادئه السمحة تجاه شخصية نبينا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم في رواية آيات شيطانية وهو الكتاب الذي أصدره المرتد الباكستاني الهندي المولد أحمد رشدي سلمان، وما أحدث من الترحيب والدعم الأوربي حتى أن ملكة بريطانيا منحته لقب (فارس) وأعلنت الكثير من المنظمات الصهيونية الماسونية احتضانها لهذا الملحد وجعلت منه رمزاً شجاعاً ضد الإسلام والمسلمين، وكانت ردود الفعل قويةً في دول العالم الإسلامي وصلت إلى إباحة دمه من قبل أهله في باكستان، ويشكل تكريمه وحمايته إطاراً خبيثاً لمعاداة الإسلام ومحاربته ببعض الضعفاء الضالين من أبنائه. وأسوأ مثال يُذكر في هذا السياق الصحفي المصري المولد والذي يحمل الجنسية الإيطالية مجدي علام الذي استطاعت المنظمات التبشيرية المتنفذة في أوروبا من إغرائه بالمال والمنصب ليتحول من دينه الإسلامي إلى المسيحية الكاثوليكية، وبرز الاهتمام الحاقد على الإسلام بتولي البابا بنديكت بتعميد الصحفي في الكنيسة الكاثوليكية البابوية وتلقينه النداء المسيحي للعالم، وأنه الدين الإلهي العادل والذي فضله المرتد علام، وفور انتهاء مراسم التعميد المسيحي أعلن خبر تعيين المسيحي مجدي علام نائباً لرئيس تحرير أكبر صحيفة إيطالية والممولة من الصهيونية العالمية، وأول مقال خطه هذا المأجور قائلاً (إن جذور الشر متأصلة في إسلام سمته العنف والصراعات التاريخية)، وقامت صحيفة معاريف الإسرائيلية بحملة علاقات عامة دعائية واسعة لإظهار هذا الحدث بأنه انتصار مسيحي ضد الإرهاب الإسلامي، وأعلنت جائزة ثمينة لأفضل مقال يقيم شخصية المرتد مجدي علام، وأعلنت عن عقد مغر مالياً لكتابة علام مقالة أسبوعية للجريدة الصهيونية. علام وأمثاله من التائهين في الفضاء الأوربي سلع رخيصة المحتوى لتنفخها المنظمات التبشيرية الطامعة كسلاح فعال لضرب الإسلام بأبنائه الضعفاء في إيمانهم.
وعند استعادة منظر معالي وزيرة خارجية كندا وانتظارها لمراهقة عاصية على قيم وعادات مجتمعها بتمردها على طاعة والدها وعائلتها وهربها المغامر وبالتالي ضياعها بأروقة المطارات العالمية وتبرع حكومة كندا ورئيس وزرائها بتقديم اللجوء السياسي لطفلة مخالفة لكل تكوينة مجتمعه الدينية ودفعها للتخلي عن عقيدتها الإسلامية، ولا أدري بأي تصنيف من اللجوء تضعها حكومة كندا وتكون ترتكب أكبر نكتة عالمية إن وضعتها ببند اللجوء السياسي وحقوق الإنسان، وهذه المراهقة لا تعرف شيئاً عن السياسة ودهاليزها الرخيصة بل هي ضحية للجانب السلبي الضال لوسائط التواصل اللا اجتماعي، وكان مدعاة للضحك والسخرية في أوساط السياسة والإعلام العالمي منظر عميدة الدبلوماسية الكندية والتي وضعت نفسها مثالاً مضحكاً للتشفي الرخيص واستغلال وضع نفسي متدهور لصبية سعودية واستغلال حالتها للابتزاز السياسي، هذه اللعبة البعيدة عن سمو الدبلوماسية وتعاملها الراقي بين الدول كما جاء باتفاقية فينا داستها المراهقة الكبيرة عميدة السياسة الخارجية الكندية ومعها رئيس وزراء بلادها، بهذا الشكل الصبياني تتعاملون مع دولة مؤثرة في السياسة الإقليمية والدولية مثل المملكة العربية السعودية ويساندها كل العالم العربي والإسلامي، دعوة صادقة مخلصة لكل الأقلام العربية والإسلامية المفكرة بالاصطفاف الموحد ضد هذه الهجمة الرخيصة ضد بلادنا الغالية ورموزها المخلصين ولابد من تعريتهم أمام الرأي العام العالمي وبطريقة الحقائق الشريفة السامية والبعيدة عن الرخص والابتذال السياسي والدبلوماسي والذي وضعت كندا لباساً وشعاراً لدبلوماسيتها المراهقة.